كل في مكانه ويؤدي دوره بدقة وحنكة:
قالها كيسنجر قديما: سوف نجعل الجيش الاسرائيلي صديقا للعرب:
بعض مطرات أمريكا تستقبل السوريين:

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مقال لصحفي المصري المجتهد، فهمي هويدي يكمل الصورة:
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
يتامى سوريا في «إسرائيل» - فهمي هويدي




لا يستطيع المرء أن يخفي شعوره بالخزي والانكسار حين يقرأ أن إسرائيل استقبلت مائة يتيم سوري لم تكترث الأمة العربية باستيعابهم، ففتحت الدولة العبرية أذرعها لهم.

بقية الخبر الذي أذاعته وزارة الداخلية الإسرائيلية يوم الخميس الماضي ظ¢ظ¦/ظ،ظ، إنه لأجل استقبال اليتامى، فإن إسرائيل قامت بالتنسيق مع مؤسسات دولية عاملة في سوريا التي تولت استقدام أولئك الأطفال كي تتبناهم عائلات عربية إسرائيلية.


في التفاصيل أن السلطات الإسرائيلية ستمنح اليتامى إقامة دائمة بعد إقامتهم بصورة مؤقتة لمدة أربع سنوات، وسيمكنهم ذلك من البقاء إلى أجل غير مسمى،

وفي الوقت الذي سيتم فيه تدبير أمر التحاقهم بالعائلات العربية. فإن أقاربهم، إخوانهم أو أخواتهم، سيحصلون على وضع اللاجئين.

في إطار المبادرات «الإنسانية» التي يتنباها الجيش الإسرائيلي، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها أنه تم فتح الحدود لمعالجة جرحى «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة الذين يصابون؛ جراء الصراع الداخلي مع الفصائل الأخرى.


وادعت أنها لا تكن عداء للشعب السوري، وأنها لا تريد التورط في الصراع الدائر هناك، لكنها فقط تهاجم أهدافا عسكرية داخل سوريا دفاعا عن أمنها.


لا يخلو المشهد من مفارقة، إذ في الوقت الذي تعلن إسرائيل على الملأ أنها آوت مائة طفل يتيم سوري، لأسباب إنسانية، فإن «إنسانيتها» لم تمنعها من قتل أكثر من ظ،ظ¥ظ*ظ* طفل فلسطيني منذ عام ألفين، كما فاق عدد الجرحى ستة آلاف في الفترة ذاتها.


حتى إذا أرادت إسرائيل أن تحسن صورتها باستقدام اليتامى السوريين، فإننا لا نستطيع أن نلومها، ولا أن نلوم اليتامي الذين وجدوا فيها ملاذا لهم.

إلا أننا في كل الأحوال لا نستطيع أن نفترض البراءة أو حسن النية في القرار الإسرائيلي،
ناهيك عن أننا لا نستطيع أن نشير بأصابع الاتهام إلى اليتامى السوريين.

لكن المشهد يثير سؤالا كبيرا عن دور العالم العربي الذي هو أوْلى برعاية السوريين، اليتامى منهم وحتى المصابين الذين تفتح إسرائيل حدودها ومستشفياتها لهم. لأسباب ليست إنسانية من جانبهم، وإن ادعوا ذلك، إلا أن الأسباب فيما يخصنا لا حصر لها ولا عدد.


مشكلة العالم العربي أنه فقد «البوصلة» الهادية،

كما أن كل قطر صار غارقا في مشكلاته الداخلية،
ثم إن منظماته الإغاثية ضربت كلها تقريبا، ضمن التدمير الذي حدث للمنظمات الأهلية وحجب خيرا كثيرا لم تستطع أن توفره الحكومات.
وتشرد السوريين في أصقاع الأرض، ومعاناتهم شاهد على ذلك.

إن العالم العربي يملك كل الإمكانات التي تتيح له أن يخفف من أحزان الشعوب وأوجاعها، لكن ينقصه شيء واحد هو العزم والإرادة.



وكانت النتيجة أن شاعت تلك الأحزان وتضاعفت حتى جاء زمن أغبر، تقدمت فيه إسرائيل وقد ارتدت ثياب الحملان،
وقامت في سوريا بدور المنقذ الذي يؤدي واجبا تقاعس عنه «الأشقاء».

فلا أنظمتهم قامت بما عليها، ولا شعوبهم مكنوا من إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وكانت النتيجة أن حكوماتهم لم ترحم، ولم تسمح لرحمة الله أن تنزل على من يستحق.