قصيدة تذكرنا بميلاد سيدنا محمد ( للشاعر طرافي عمر)
مشى على الأرض قرآنا
أتيناكَ يا خيــــرَ الأنــــــام نبــــــايــع ُ ** فقد عادت الأيــــــامُ والجهـــل ُ واقع ُ
أتيناكَ نبكيــــكَ الزمـــــــانَ بغــــدْره ِ ** وليـــسَ لنـــا إلاّك عنـّــــــا تـُدافـــع ُ
هل الغربـــة ُ الصمّاء ُ حلـّتْ بــِرَبْعنا ** فصــــار غريــبا دينـُــنـــا والمرابـع ُ ؟ !
غـُـثاءً تكاثرْنـــــا فلم تـُغـــــــن كثرة ُ ُ** وفي القلب مقذوف ُ ُ من الوهـْن ذائع ُ
فكـــم أمـــم كُبــــرى تداعـــتْ تكالبـًا ** علينا قِصاعا نحونا الغرب ُ سارعــوا
نسينا كتـــابَ الله والهجـــــرُ حالـُنـــا ** وشكواكَ مُذ ذاكَ الزمــــان تـُرافـــع ُ
نسينا اتِــّباعـــــا للحبيــب تـــــأسّيــا ** بسيرته ِ الغــــــرّاء.. فالكـــلّ ضائـع ُ
نرى العقــــــــلَ مسلــوبًا تبدّدَ نـورُه ُ ** بهدم ٍ ثقـــــافيّ ٍ غزتـْه ُ الخـــــــلائع ُ !
فلا المسلمــون اليـــومَ بالعلم والتـُقى ** ولا هُم بما اقتيــــــدوا نجـوم سواطع ُ
ولا مَن يُـنادي للرُجـــــــوع بأوبــة ٍ ** تـُلبّيهِ مِــنْ بــرْدِ القلوبِ المســـامــع ُ
لحى الله قــــوما قـد أســاؤوا لديننــا ** فلم يفقهـــوا لـُبّـــًا و نابــت ْ بــراقــع ُ !
و أضحى لنا الإسـلامُ للعُجْم شـُبهة ً ** كأنّ مَراميــه ِ السُيـــوف ُ القواطِــع ُ !
ألا ليت يا خيرَ الورى عُدت َ لم نزلْ ** على الغـَيّ حتى تستقيمَ الشــــرائع ُ
فعِظنا وقــــــلْ قـــولا بليغـًا يردّنــا ** سواءَ السبيلِ الحــقِ حيث المنــــابع ُ
وذكـّـرْ جُمــوع الغافليــــــن بعودة ٍ ** لعـــل ّ نفـوسَ المسلميـــــــن تـُراجَع ُ
لقد كنتَ في الآداب ِشمـــسَ هدايةٍ ** لها من رُقيّ ِ الخـُلـْق ِ ما أنتَ جَامِــع ُ
فأنتَ لنا المبعوث ُ أرسلت َ رحمـة ً ** وأنتَ لنـــا يــوم القيـــــامة شافـــع ُ
إذا الطـُهر مسؤولُ ُ وفي الكون سائل ُ ُ ** حبيبي رسول الله بالطـُهر ساطع ُ
تجاهلَ فقرا لم يُرَبْ منـه ُ خشــية ً ** فأعطى عطـــاءً قد حكتـــه ُ الوقــائع ُ
سلوا العدلَ لمّا كان يقضي بحكمهِ ** ولو سَرقتْ بنت ُ ُ... لها الكفّ َ قاطع ُ!
تجمّلَ بالصبر الجميل وما اشتكى ** إذا اشتدّت البلـــــوى إلى الله ضارع ُ
وفي الهجـــرة العصماء ردّ ودائعا ** لمن حاربـــــوه الأمس عادتْ ودائعُ !!
هم ُ الطـُلـَـقا في يوم فتــح ٍ أرادهم ** عفا وهو منصـــور ُ ُ لمكة َ راجـــع ُ
تسامى إلى العلياء من حُسـن معشر ٍ** يجالسُ أصحابــا عــــلاه التواضـع ُ
رؤوف ُ ُ بهم قد فاض بالعطف قلبُه ُ ** ولاسيّمـــا إن جابهتـــهُ المدامــــع ُ
هو الزوج إنصافا و حُبّـا ورقـّـــة ً ** لزوجاته لطــــف ُ النبــوّة بـــــادع ُ
هو الوالـــــد الحاني تربّتْ بنــــاتهُ ** على هَدْهدات ِ القلب و النور نابــع ُ
تعددّت الأخــلاقُ تـروي منــاقبـــا ** أصــالتـُها ممـــا تجـــــود الطبائـــع ُ
فهل نقتفي آثارَهُ الغـُـرّ بعـــــــــدما ** تراءى مثــــــالا كلّ ُما فيه بـارع ُ
لقد كان قرآنا على الأرض قد مشى ** يسيرُ بوحي اللهِ والقلب خــــاشــع ُ
له الحُسْنُ ما فاق البــــدورَ جمالـُه ُ ** وكلُ الذي فيه من الحُسْــــن ِ رائــع ُ
تهادى بأنوار ٍ تشــــــع ّ ُ ملاحـــة ً ** أنارتْ سَما الأرجــاء فالكــون لامع ُ
يحنّ ُ لـــه القلبُ الولـــوع ُ بحُبّـــه ِ** وقلبي له من شدّة ِ الحُـــبّ ِ والــــــع ُ
ولي في هواه من حَشايَ صبابة ُ ُ ** متـى ذ ُكـر المحبوب ُ تجري الهوامع ُ
وتختلجُ الأشـــواقُ يهتزّ مَوجُها ** وقد سُجّـــــرت ْ بالوَجْد حُبّا أضالع ُ
تدثرْتُ من روض الحنيـن بذكره ِ ** فرَوْحي وريحــاني جـِنــــان ُ أيانـع ُ
عليكَ صـــلاة الله يا علـَم َ الورى ** ونحــــن على نهـــــج الصلاة توابع ُ
نصلي صلاة دام بالوصــل نورُها ** كأنّ بهـــا الدنيا شُمـــوس طوالـــع ُ
فيا من ْ تحبّ ُ الله تهـوى رسولـَه ُ ** كما قيـــل : إنّ الحِبّ َ للحِبّ ِ طائــع ُ
تمسّكْ بأطــواق النجــاة ِ بهـَـدْيه ِ ** ولـُذ ْ باقتـــــداء ٍ شبّ فيه التضــارع ُ
وكـُن ْ لرسول الله ـ ما عشتَ ـ تابعا ** إذا فســــد الدهر العهيــد ُ تـُتابـِــع ُ
تعيـــــشُ سليــــمَ القلب لله مُسلما ** ضميرك حـيّ ُ ُ في الحيـاة ووازع ُ
شعر عمر طرافي