دين بلا كهنوت .
يتساءل البسطاء دائما : هل نستطيع أن نعبد الله دون توجيه من الكهنة ورجال الدين ؟! ألسنا بحاجة إلى وسيط بيننا وبين الله يبين لنا مراد الله ويشرح لنا حلاله وحرامه ؟!
ودعوني أقول بوضوح : نعم !! نحن بحاجة إلى وسيط لفهم الدين ، إن كانت كلمة الدين تشير إلى الدين الموازي الذي تم خلقه بديلا عن دين الله . فذاك دين تفاصيله كثيرة ،من الصعب أن يحيط بها إلا القليلون .
أما إن كان الحديث يدور عن دين القرآن فيقينا نحن لا نحتاج إلى وسطاء .
فالله دائما كان يوجه خطابه للناس كل الناس ، وأحيانا لكل المؤمنين ، ونادرا ما كان يوجه خطابه للنبي نفسه لتبيين شيء ما ، وقد تم البيان بما نطق به القرآن الكريم على لسان النبي ، مثل : قل لأزواجك وبناتك ..... وكذلك .. حرض المؤمنين على القتال .. وفي كل ما كان موجها للنبي كانت الآيات تنطق بما تدعو النبي لإيصاله للناس !!
سيسأل السائلون : ومن يبين لنا الحلال من الحرام ؟! في محاولة لخلق موطئ قدم للكهنوت ، لكن الحقيقة أبسط من ذلك بكثير .
فالحرام هو ما جاء بصيغة قطعية وهي قليلة في القرآن الكريم ، وما دون ذلك ففيه سعة تستطيع أن تختار لنفسك ما يناسبك وفق معطيات محيطك ، أو ما يتوافق عليه الناس وفق قاعدة الممنوع والمسموح .
أما الطريق إلى الله فهو واضح كل الوضوح ، لست بحاجة سوى ان تسعى في مصالح الناس ، وأن تجعل من خدمة الناس وسيلتك للتقرب إلى الله ، فالله لا يطلب مساعدتنا لنفسه - حاشاه - وإنما لخلقه .
وإن شعرت بحاجتك إليه سبحانه وتعالى فخاطبه بنفسك بالدعاء فإنه قريب ، يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ...
أما العلماء والفلاسفة ورجال الفكر الديني والسياسي ، فكل ما يقولونه لا يتنزل منزلة الدين ، ولا علاقة له بالحلال و