آفة الغرور / من قلم غالب الغول
الغرور : به الكبر والعُجب بالنفس , كأن المغرور لا يرى في المرآة إلا نفسه , ويسقط من حسابه كل إبداع وكل علم من الآخرين , ويرى عمله وإن كان تافهاً هو من أعظم الأعمال وأنفعها ,فلا يشكر خالقاً لنعمه , ولا عالماً لعلمه , وينبع هذا الغرور من أعماق نفسه , ومن تخيلات عقله , فلا حقيقة واقعية لما يعمل , وليس له فضل على غيره , وكأنه يخدع نفسه بلا هوية مكشوفة , ولا دليل ظاهر , بل تكون وساوس الشيطان في باطنه تنعكس على من يصاحبه أو يعرفه . فيستصغر أعمال الآخرين وإن كانت كبيرة ومفيدة , ويحتقر الآخرين وإن كانوا أفضل منه علماً ومعرفة , فيميل بوجهه عمن كان له الفضل في العلم , ومن كان له الصلاح بين الناس , فيعامله باستهزاء وكأنه هو المعلم ومن حوله تلامذته يؤنبهم إذا شاء في أي وقت . ولو كان هذا المغرور من أهل العلم والتقوي , لتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال في الحديث القدسي : (( العزة أزاري والكبرياء ردائي , فمن نازعني عذبته ) أو كما قال رسولنا الكريم ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر ) أخرجه مسلم .

أو قول رسول الله ( إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ) أخرجه مسلم في صحيحه .

ونرجو الله سبحانه أن يجعلنا من المتواضعين له , والشاكرين لنعمه ,

والحمد لله رب العالمين , على طاعتنا لله وإخلاصنا بعملنا ومشاركتنا لإخواننا في أداء مهامهم , وكما قال الرسول الكريم ( قل الخير أو اصمت ) بلا كبر ولا غرور ولا ترفع , فكلنا عباد الله , وخلقنا الله متفاوتين في البصر والبصيرة , وفي العقل والمنطق والذكاء , وكل منا يدلو بدلوه من العلم والمعرفة بما استطاع, فلا نحقرن أحداً ولتكن مخافة الله صوب أعيننا ليرحمنا الله برحمته .
أخوكم غالب الغول