المؤسسات الثقافية الإيجابية والنفعية ,

بقلم / غالب الغول 2016

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
إن الثقافة التي تتبناها المنتديات والمراكز الثقافية الأخرى , قد لا يتسع المجال لذكرها , فمنها على سبيل المثال لا الحصر , الثقافات المنحرفة بسلوكها وأخلاقها وأهدافها التي تعكر صفو الأنفس بضلالها وفسادها , , ومنها الثقافات التي تروج لمبادئ وأفكار منحرفة أيضاً سواء أكانت تجارية أم تعليمية أم غير ذلك . ومثل هذه الثقافات التي قد تخرج عن مفهوم الثقافة التي تعتبر الرائد الأول لبناء حضارة فكرية خالية من الشوائب , هي التي ننسبها إلى الثقافات النفعية والتي أسست لأغراض الربح المادي بأي وسيلة كانت . وتقوم كثير من المنتديات للترويج بثقافاتها المختلفة لتحصل على أرباحها ونفعها المادي من خلال هذه المنتديات , ...
ولكن إذا ما حصرنا باقي المنتديات الثقافية الأخرى , والتي تهدف إلى تثقيف الأجيال بالعلم والأدب والأخلاق , فهي لا تنظر إلى النفع المادي , وأعضاؤها أيضاً كذلك , فسبيلها نشر المعلومات النافعة والمفيدة لكل رائد للمعرفة , وهذه المنتديات كثيرة جداً, بالرغم من أن معظمها تسعى إلى الشموخ والظهور للتعريف بصاحب الموقع , ليبرز قوته العلمية لكسب الشهرة , الشهرة فقط . وعلى حساب الأعضاء المتخصصين .
وأما الإنترنت الذي شملت ساحته جميع المعارف والمهارات سواء أكانت تعليمية أم سياسية أم صناعية أم جنسية وغيرها الكثير , سيبقى في عصرنا هذا هو البوتقة الوحيدة التي تضم المثقفين في كافة مستوياتهم ,الإيجابية والسلبية , ويتم من خلال هذا الترابط والتواصل الاجتماعي على كافة المستويات , هدفين هما:
· هدف نفعي وكسب قد يكون مشروعاً أو قد يكون غير مشروع .
· * هدف إنساني لإسعاد البشرية دون النظر إلى النواحي النفعية .
ومن جهة أخرى نرى كثيراً من المؤسسات الثقافية قد أخفقت وتراجعت بل أغلقت أبوابها بسبب إهمال رأي المتلقي , أي أن المتلقي يطمح دائماً لقراءة المواضيع التي تهمه اجتماعياً وسياسياً وأدبياً وعلى مستويات لها درجات ثقافية محدودة ليستوعبها المثقف ويرد عليها , ولو تصفحت كثيراً من صفحات المنتديات , لوجدت التنوع الثقافي وعناوين ثقافية كثيرة , لكنها متوقفة عن العمل , والسبب يعود إلى :
1 ــ إن كان العضو شاعراً على سبيل المثال , فهو يرى أن هذا الشعر المطروح في المنتدى, لا يناسب ذوقه ,ولا يناسب ثقافته الشعرية , بجمالها ودقة وصفها ومهارة اختيار معانيها , ويرى أن غيره من الشعراء هم من يتسلقون سلم الشعر دون دراية بخفايا وميزات ما تتطلبه القصيدة الشعرية , وهو يحاول إبراز نفسه ــ وهماً لا حقيقة ـ ومحاولة إشهار ثقافته , بالنقد السلبي , ليعيب كل قصيدة مطروحة ويحاول وضع تصويبها , بالرغم من أن تصويباته قد تكون هي الأخرى ناقصة وغير مكتملة , ولأجل ذلك , ترى هذا الشاعر الناقد قد غادر المنتدى بلا رجعة , أو أنه يعود ليتصفح المنتدى ويأخذ ما يأخذه من القصائد لنقدها في منتديات أخرى ,...
2 ــ طرح مواضيع عالية المستوى غامضة المفاهيم , طويلة جداً في السرد , وقراءتها قد تستغرق ساعة أو أكثر , ومنتوجها قليل جداً , مثل المواضيع الفلسفية , والفكرية المتطرفة , فتبقى هذه المواضيع على حالها دون تعليق عليها , لأنها مضيعة للوقت وفائدتها معدومة وغير مفهومة . فيضطر واضع هذا المقالات إلى المغادرة وبلا رجعة , كما يضطر المتلقي إلى الهرب لعدم جدوى مثل هذه الأبحاث بالنسبة له على الأقل .
3 ــ استمرار الروتين الثقافي , دون أي تجديد في تعديل عناوين المواضيع الثقافية , وعدم التجديد , وقلة تنوع الأغراض الثقافية , وقلة من يكتب بمثل هذه المواضيع , وعدم التحفيز للقيام بنشاطات أخرى متجددة , وغير ذلك كثير , ويعود هذا إلى :
أ ـ غياب الإدارة بشكل مستمر عن الساحة الثقافية
ب ــ غياب المشرفين عن متابعة الأعضاء .
ج ـ عدم تخصص المشرفين بالمواد الثقافية المناطة إليهم .
د ــ تكاسل المشرفين بالرد على كل موضوع , وعدم مشاركتهم وتشجيعهم .
هـ ــ تكاسل الأعضاء على المشاركات , وعدم اكتراثهم بالمادة المنشورة .
4 ــ حسد وغيرة وتكبر واستعلاء وكراهية ومنافسة سلبية , من قبل بعض الأعضاء, فلا يرون في المرآة إلا صورهم فقط , وباقي من هم حولهم لا وجود لهم ولا هم ــ بنظرهم ــ على المستوى الثقافي المطلوب , فيدب الملل في نفوس الأعضاء الباقين , ويتكاسل الكل , ومعظمهم يهرب بلا رجعة .

5 ــ تداخل المعتقدات الدينية والتعددية الحزبية والفرق الإسلامية والعنصرية , في منتدى واحد , مما يتسبب للنزاعات والشتائم بين الأعضاء, فتحذف المشاركات , أو يتم حجب بعض الأعضاء , مما يؤثر سلباً على استمرار المنتدى في عمله ونشاطه .
وختاماً : أتمنى أن تكون منتدياتنا العربية على المستوى المطلوب لذوق الشباب المثقف , للحصول على انتاج ثقافي جيد , خالٍ من الشوائب , ليغطي كل احتياجات عصرنا لخلق برامج هادفة متجددة وأخذ رأي الأعضاء بما يحتاجونه من برامج ثقافية وتعديلات على عناوين منتداهم .
من قلم غالب الغول 2016