الجسد / الجزء الأول منشور في عدة مواقع عربية



الجسد/ القسم الأول

سعد عطية الساعدي


هذه فقرة من كتابي المخطوط ( الجسد بين النفس والروح )
الذي سرق من أحدى مؤسساتنا العلمية العراقية / عام 2008 قبل أن يطبع )




( فلينظر الإنسان مم خلق ) ( خلق من ماء دافق ) (يخرج من بين الصلب و الترائب )


مضامين هذه الآيات الكريمات قد بيَنت لنا أن الماء المتدفق بقدرة الله تعالى من الظهر و عظام الصدر يصبح كائنا في جسد ينمو ويسعى في طلب الحاجات الدنيوية و بقدرات جسمانية وعقلية مذهلة - حيث فيه من الأسرار التي خصًت خلقه وتكوينه بما لا تحصر معرفتها بالكامل حتى
تنهي البحث العلمي والمعرفي الذي شغل الإنسان طوال فكره ودراساته - وكذلك التوقف عن البحث عن الأسرار والبواطن العجيبة
التي تختلف فيها الصفات والسمات والطباع من شخص إلى أخر مما لا يتشابه إثنان قط رغم كثرة أجيال الإنسان وحتى ما بين الآشقاء
فسبحان الله الذي جعل التنوًع دليلا على عظمة إبداع الخلق وإعجاز الصنع -


فالدراسات النفسية والطبية مستمرة ولن تتوقف طالما لن تتنتهي أسرار الجسد فبين دراسة الفرد في شخصيته وإنعكاسات العملية النفسية عليه فكرا و سلوكا كذلك في الجانب الطبي والفسلجي لمعرفة دور الأعظاء وما بصيبها من أمراض وعلل وتلف وكيفية المعالجة والتقويم -
فتلك البواطن المؤدية لإدامة الجسد أو للعملبة النفسية هي دقيقة ومترابطة وأسرارها عميقة وواسعة ومتنوعة منها خصَت تكوُنه والأخرى خصَت سعيه وسلوكه - خلق الإنسان بمكونات جسده وكأنه وعاء أسرار لأسرار -


كل الأعضاء والمكونات والأسرار تلك يضمها الجسد مع إختلاف الحجم والأداء والوظيفة لكل عضو فيه- كلها مكمَلة لبعضها بالتحسس والشعور والدفاع والإشتراك المتبادل للألم والحمَى والأثر عند الإصابه أو المرض و ذلك ضمن الأداء المتكامل من أجل سد الحاجة والضرورة والإدامة
هذا الجسد المخلوق من ضعف ( الماء المهين ) له أداء أكبر من حجمه وأشد من ضعفه فهو معجزة في كل جزء منه ومعجزة في كل وظيفة فبه -



فيه من الغيب المعلوم بالأداء ثلاثة هي الروح والنفس والعقل - ولكن نستدل عليهن بالأداء الظاهر
على حركة الجسد وسلوك الأنسان وطلب حاجاته الدنيوية حيث لا ترى الروح ونستدل عليها بالنبض والحياة والنفس كذلك لا ترى ولا يحدها مكان أو جزء أو عضو ما في الجسد فهي غائبة حجما ومكانا ولكن أثرها في عموم الجسد من خلال الشهوات و الغرائز والأحاسيس من الجلد إلى العظم ومن الأظافر إلى الشعر - والعقل الذي يحصر في المخ ولكن المجنون يفقد عقله ومخه موجود في رأسه يعمل كمركز سيطرة على حركة الجسد - فهو مثل سابقتيه غائب المنظر وأداؤه ظاهر من خلال الفكر والوعي وحسن التصرَف والإدراك والتميز ولكن غيبه في المخ وأداؤه
في عموم حاجات النفس و الجسد