مِن المؤثرات التي تلحق آخِرَ الفِعل وتؤثِّر فيه: نونَا التوكيد.وهما نونان تلحقانِ آخِر الفِعل لتوكيده:إحداهما: نون ثَقيلة، والثانية: نون خفيفة.النون الأولى:نون ثقيلة، التوكيد بها أشد[2] وأبْلغ؛ لأنَّ زِيادة المبنَى تدلُّ على زيادة المعنى غالبًا، وقد يكون مِن هذا القبيل قول "زليخا" زوْج عزيز مصر، حيث حكى قولها القرآن الكريم في قوله تعالى: ï´؟لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَï´¾ [يوسف: 32]، حيث نتبيَّن مِن قولها هذا حرصًا منها على سجْنه في بيتها؛ لتراه في كلِّ وقت أكثرَ مِن كونها تراه صاغرًا.أحكامها:مِن أحكام نونِ التوكيد الثقيلة: أن تكونَ مفتوحةً مشددةً متحرِّكة للأسباب التالية:1- أمَّا كونها مفتوحة؛ فذلك لأنَّ الفتحة أخفُّ الحرَكات.2- وأمَّا كونها مشدَّدة؛ فلأنَّها نونان أُدغمت إحداهما في الأخرى.3- وأمَّا كونها متحرِّكة؛ فلئلا يلتقي ساكنان؛ لأنَّ المدغَم ساكن، فلو كان المدغَم فيه ساكنًا أيضًا لزم التقاء الساكنين، وهذا لا يجوز.حكم كسرها:في جميع المواضع، النون الثقيلة مفتوحة، إلا في فِعل الاثنين وجماعة النِّساء، فهي مكسورة فيهما تشبيهًا لها بنون التثنية؛ لوقوعها بعدَ ألِف زائدة.ففي توكيدِ فِعل الأمر "اذهبا"، نقول "اذهبان"، وهو للاثنين.وفي الفعل "اذهبْن" نقول: "اذهبنان"، وهو لجماعة الإناث، ويتَّضح مِن المثال الثاني أنَّه متى اتصلت نون التوكيد الثقيلة بفِعل جماعة النساء، وجَب أن تدخل ألف بعدَ نون جمع المؤنث تُسمَّى "فارقة"؛ لتكون فاصلاً بين النونات؛ لأنَّ النون الثقيلة إذا دخلت فيه اجتمع في بعض الصُّور ثلاثُ نونات وفي بعضِها أربع نونات.انظر ذلك في الأمثلة الآتية حيثُ جاءتْ أفعال جماعة النِّساء بدون ألف فارقة:(يا نساء قلنن الحقّ)، حيث التَقى في الفِعل ثلاث نونات: نون النسوة، ونون التوكيد الثقيلة وهي نونان.ونقول: "يا نساء صُنن أنفسكنَّ"، حيث التقَى في الفعل أربع نونات: نون الفعل (صان)، ونون النسوة، ونون التوكيد الثقيلة، وهي نونان.واجتماع النونين مستكْرَه؛ ولهذا يفرُّ منه إلى الإدغام، فكيف الثلاث؟
لذا وجَب إدخالها (أي الألف الفارقة) لتفصلَ بيْن النونات، ولا يرد عليه بـ "صونن" للمذكَّر؛ لنُدرةِ اجتماعها فيها[3].ما تختصُّ بدخوله النون الثقيلة:كل موضع تدخُل فيه النون الثقيلة تدخُل فيه النون الخفيفة إلا في موضعين تختصُّ بالدخول فيهما النون الثقيلة دون الخفيفة، هما:1- في فِعل الاثنين حيثُ نقول: يا زيدان اذهبانّ.2- في فِعل جماعة النِّساء حيثُ نقول: يا فاطمات اذهبنانّ.فلا يصحُّ أن ندخُل عليهما نون التوكيد الخفيفة، فنقول: اذهبانْ واذهبنانْ.إذ لو دخلتْ فيهما النون الخفيفة، "وهي نون ساكنة" لَلَزِم أحد المحذورين، وهما:1- إمَّا تحريك النون الخفيفة.2- أو إبقاؤها على السُّكون. ولا سبيلَ إلى الأوَّل؛ لخروجه عن الوضع الأصْلي وهو السُّكون. ولا سبيل إلى الثاني؛ لأنَّه يلزم التقاء الساكنين على غيرِ حده. ولا يجوز حذْف الألِف؛ لأنَّه حينذاك يلتبس المثنَّى بالمفرد، ويجتمع المثلان في الجمْع من غير الإدغام.ولا يجوز حذفُ النون لفوات التأكيد.النون الثانية:نون خفيفة:النون الخفيفة، نون ساكنة دائمًا؛ لأنَّها مبنية، والأصل في المبني البِناء على السكون؛ لأنه أخف.أحكامها:تنفرد نونُ التوكيد الخفيفة بأربعة أحكام:الأول: أنَّها لا تقَع بعد الألف، سواء أكانتِ الألف اسمًا أم حرفًا، بأن أسند الفِعل للظاهر.نحو: يضربان المحمدان.أو التالية لنون النِّسوة نحو: النِّساء يضربنان.ولا في نحو: "قوما" و"قعدا".وذلك لئلا يلتقي ساكنان "علمًا بأنَّ التقاء الساكنين يُغتفر إذا كان أوَّل الساكنين حرْف لِين والثاني مدغمًا في مثله"، وهذا هو السرُّ في جواز وقوع النون المشدَّدة بعد الألف"، وامتناع الخفيفة بعدَها.وقد أجازه يونسُ والكوفيُّون، وصرَّح الفارسي في الحُجَّة بأنَّ يونس يُبقي النونَ ساكنةً واستشهد بقراءة نافع:(محيايْ) أي بسكون الياء بعدَ الألف.وذكر ابنُ مالك أنه يكسر النون[4]، وحمل ذلك على قِراءة بعضهم (فدمرناهم تدميرًا)[5] على أنَّه أمرٌ لاثنين، والنون المكسورة نون توكيد خفيفة، وجوَّز في قراءة ابن ذكوان (ولا تتبعان)[6] بتخفيف النون، على أنَّ الواو "للعطف"، و"لا" للنهي، ونون الرفْع محذوفة، والنون المذكورة مؤكِّدة مكسورة، ولا يجوز أن تكونَ الواو للحال و"لا" للنفي، والنون الموجودة علامة رفْع.وأمَّا نون التوكيد الثقيلة فتقَع بعدَها اتفاقًا، ويجب كسرُها لقراءة السبعة (ولا تتبعان).الثاني: أنَّها لا تؤكد الفعل المسند إلى نون الإناث؛ وذلك لأنَّ الفعل المذكور يجب أن يُؤتى بعدَ فاعله بألف فارقة بين النونين؛ قصدًا للتخفيف فيُقال: اضربنان[7].وقدْ مضَى أنَّ النونَ الخفيفة لا تقَع بعدَ الألِف، ومَن أجاز ذلك فيما تقدَّم أجازه بشرْط كسْر النون فرارًا مِن التِقاء الساكنين.الثالث: أنَّها تُحذف قبل الساكِن الذي يأتي بعدها، قال الأضبط بن قريع[8]:
لاَ تُهِينَ الفَقِيرَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كَعَ يَوْمًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



والأصل: "لا تُهينَنْ"[9].الرابع: أنَّها تُعطَى في الوقف حُكم التنوين، فإنْ وقعت بعدَ فتحة قُلِبت ألفًا[10]، كقوله تعالى: ï´؟لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِï´¾ [العلق: 15]، وقوله تعالى: ï´؟وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَï´¾ [يوسف: 32].وكقول الشاعر الأعشى[11] مِن قصيدة يمْدَح فيها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
إِيَّاكَ وَالمَيْتَاتِ لاَ تَقْرَبْنَهَا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وَلاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ وَاللَّهَ فَاعْبُدَا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



والشاهد فيه قوله "فاعبدَا" حيث أبدل نون التوكيد الخفيفة ألفًا في الوقْف، والأصل فيها "فاعبدن".وإنْ وقَعتْ بعد ضمَّة أو كسْرة حُذِفت، ويجب حينئذٍ أن يردَّ ما حُذف في الوصل لأجلها[12]، لزوال علَّة الحذْف، وهي التِقاء الساكنين، تقول في الوصل: "اضربن يا قوم"، و"اضربن يا هند"، والأصل: اضربون، واضربين، فإنْ وقف عليها حذفت النون لشبهها بالتنوين في نحو: جاء زيدٌ، ومررت بزيدٍ.ثم ترجِع بالواو والياء؛ لزوال الساكنين، فتقول: "اضربوا"، و"اضربي" [13].شروط توكيد الأفعال بالنونين:أورد النحاةُ للتوكيدِ بالنونين شروطًا، نُورِدها فيما يلي:أولاً: الفعل الماضي:لا يُؤكَّد بهما الفعل الماضي مطلقًا، ولو كان بمعنى الاستقبال، وأما قول الشاعر[14]:
دَامَنَّ سَعْدُكَ إِنْ رَحِمْتَ مُتَيَّمًا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لَوْلاَكَ لَمْ يَكُ لِلصَّبَابَةِ جَانِحًا




مِن المؤثرات التي تلحق آخِرَ الفِعل وتؤثِّر فيه: نونَا التوكيد.وهما نونان تلحقانِ آخِر الفِعل لتوكيده:إحداهما: نون ثَقيلة، والثانية: نون خفيفة.النون الأولى:نون ثقيلة، التوكيد بها أشد[2] وأبْلغ؛ لأنَّ زِيادة المبنَى تدلُّ على زيادة المعنى غالبًا، وقد يكون مِن هذا القبيل قول "زليخا" زوْج عزيز مصر، حيث حكى قولها القرآن الكريم في قوله تعالى: ï´؟لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَï´¾ [يوسف: 32]، حيث نتبيَّن مِن قولها هذا حرصًا منها على سجْنه في بيتها؛ لتراه في كلِّ وقت أكثرَ مِن كونها تراه صاغرًا.أحكامها:مِن أحكام نونِ التوكيد الثقيلة: أن تكونَ مفتوحةً مشددةً متحرِّكة للأسباب التالية:1- أمَّا كونها مفتوحة؛ فذلك لأنَّ الفتحة أخفُّ الحرَكات.2- وأمَّا كونها مشدَّدة؛ فلأنَّها نونان أُدغمت إحداهما في الأخرى.3- وأمَّا كونها متحرِّكة؛ فلئلا يلتقي ساكنان؛ لأنَّ المدغَم ساكن، فلو كان المدغَم فيه ساكنًا أيضًا لزم التقاء الساكنين، وهذا لا يجوز.حكم كسرها:في جميع المواضع، النون الثقيلة مفتوحة، إلا في فِعل الاثنين وجماعة النِّساء، فهي مكسورة فيهما تشبيهًا لها بنون التثنية؛ لوقوعها بعدَ ألِف زائدة.ففي توكيدِ فِعل الأمر "اذهبا"، نقول "اذهبان"، وهو للاثنين.وفي الفعل "اذهبْن" نقول: "اذهبنان"، وهو لجماعة الإناث، ويتَّضح مِن المثال الثاني أنَّه متى اتصلت نون التوكيد الثقيلة بفِعل جماعة النساء، وجَب أن تدخل ألف بعدَ نون جمع المؤنث تُسمَّى "فارقة"؛ لتكون فاصلاً بين النونات؛ لأنَّ النون الثقيلة إذا دخلت فيه اجتمع في بعض الصُّور ثلاثُ نونات وفي بعضِها أربع نونات.انظر ذلك في الأمثلة الآتية حيثُ جاءتْ أفعال جماعة النِّساء بدون ألف فارقة:(يا نساء قلنن الحقّ)، حيث التَقى في الفِعل ثلاث نونات: نون النسوة، ونون التوكيد الثقيلة وهي نونان.ونقول: "يا نساء صُنن أنفسكنَّ"، حيث التقَى في الفعل أربع نونات: نون الفعل (صان)، ونون النسوة، ونون التوكيد الثقيلة، وهي نونان.واجتماع النونين مستكْرَه؛ ولهذا يفرُّ منه إلى الإدغام، فكيف الثلاث؟
لذا وجَب إدخالها (أي الألف الفارقة) لتفصلَ بيْن النونات، ولا يرد عليه بـ "صونن" للمذكَّر؛ لنُدرةِ اجتماعها فيها[3].ما تختصُّ بدخوله النون الثقيلة:كل موضع تدخُل فيه النون الثقيلة تدخُل فيه النون الخفيفة إلا في موضعين تختصُّ بالدخول فيهما النون الثقيلة دون الخفيفة، هما:1- في فِعل الاثنين حيثُ نقول: يا زيدان اذهبانّ.2- في فِعل جماعة النِّساء حيثُ نقول: يا فاطمات اذهبنانّ.فلا يصحُّ أن ندخُل عليهما نون التوكيد الخفيفة، فنقول: اذهبانْ واذهبنانْ.إذ لو دخلتْ فيهما النون الخفيفة، "وهي نون ساكنة" لَلَزِم أحد المحذورين، وهما:1- إمَّا تحريك النون الخفيفة.2- أو إبقاؤها على السُّكون. ولا سبيلَ إلى الأوَّل؛ لخروجه عن الوضع الأصْلي وهو السُّكون. ولا سبيل إلى الثاني؛ لأنَّه يلزم التقاء الساكنين على غيرِ حده. ولا يجوز حذْف الألِف؛ لأنَّه حينذاك يلتبس المثنَّى بالمفرد، ويجتمع المثلان في الجمْع من غير الإدغام.ولا يجوز حذفُ النون لفوات التأكيد.النون الثانية:نون خفيفة:النون الخفيفة، نون ساكنة دائمًا؛ لأنَّها مبنية، والأصل في المبني البِناء على السكون؛ لأنه أخف.أحكامها:تنفرد نونُ التوكيد الخفيفة بأربعة أحكام:الأول: أنَّها لا تقَع بعد الألف، سواء أكانتِ الألف اسمًا أم حرفًا، بأن أسند الفِعل للظاهر.نحو: يضربان المحمدان.أو التالية لنون النِّسوة نحو: النِّساء يضربنان.ولا في نحو: "قوما" و"قعدا".وذلك لئلا يلتقي ساكنان "علمًا بأنَّ التقاء الساكنين يُغتفر إذا كان أوَّل الساكنين حرْف لِين والثاني مدغمًا في مثله"، وهذا هو السرُّ في جواز وقوع النون المشدَّدة بعد الألف"، وامتناع الخفيفة بعدَها.وقد أجازه يونسُ والكوفيُّون، وصرَّح الفارسي في الحُجَّة بأنَّ يونس يُبقي النونَ ساكنةً واستشهد بقراءة نافع:(محيايْ) أي بسكون الياء بعدَ الألف.وذكر ابنُ مالك أنه يكسر النون[4]، وحمل ذلك على قِراءة بعضهم (فدمرناهم تدميرًا)[5] على أنَّه أمرٌ لاثنين، والنون المكسورة نون توكيد خفيفة، وجوَّز في قراءة ابن ذكوان (ولا تتبعان)[6] بتخفيف النون، على أنَّ الواو "للعطف"، و"لا" للنهي، ونون الرفْع محذوفة، والنون المذكورة مؤكِّدة مكسورة، ولا يجوز أن تكونَ الواو للحال و"لا" للنفي، والنون الموجودة علامة رفْع.وأمَّا نون التوكيد الثقيلة فتقَع بعدَها اتفاقًا، ويجب كسرُها لقراءة السبعة (ولا تتبعان).الثاني: أنَّها لا تؤكد الفعل المسند إلى نون الإناث؛ وذلك لأنَّ الفعل المذكور يجب أن يُؤتى بعدَ فاعله بألف فارقة بين النونين؛ قصدًا للتخفيف فيُقال: اضربنان[7].وقدْ مضَى أنَّ النونَ الخفيفة لا تقَع بعدَ الألِف، ومَن أجاز ذلك فيما تقدَّم أجازه بشرْط كسْر النون فرارًا مِن التِقاء الساكنين.الثالث: أنَّها تُحذف قبل الساكِن الذي يأتي بعدها، قال الأضبط بن قريع[8]:
لاَ تُهِينَ الفَقِيرَ عَلَّكَ أَنْ تَرْ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كَعَ يَوْمًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



والأصل: "لا تُهينَنْ"[9].الرابع: أنَّها تُعطَى في الوقف حُكم التنوين، فإنْ وقعت بعدَ فتحة قُلِبت ألفًا[10]، كقوله تعالى: ï´؟لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِï´¾ [العلق: 15]، وقوله تعالى: ï´؟وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَï´¾ [يوسف: 32].وكقول الشاعر الأعشى[11] مِن قصيدة يمْدَح فيها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
وَإِيَّاكَ وَالمَيْتَاتِ لاَ تَقْرَبْنَهَا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
وَلاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ وَاللَّهَ فَاعْبُدَا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



والشاهد فيه قوله "فاعبدَا" حيث أبدل نون التوكيد الخفيفة ألفًا في الوقْف، والأصل فيها "فاعبدن".وإنْ وقَعتْ بعد ضمَّة أو كسْرة حُذِفت، ويجب حينئذٍ أن يردَّ ما حُذف في الوصل لأجلها[12]، لزوال علَّة الحذْف، وهي التِقاء الساكنين، تقول في الوصل: "اضربن يا قوم"، و"اضربن يا هند"، والأصل: اضربون، واضربين، فإنْ وقف عليها حذفت النون لشبهها بالتنوين في نحو: جاء زيدٌ، ومررت بزيدٍ.ثم ترجِع بالواو والياء؛ لزوال الساكنين، فتقول: "اضربوا"، و"اضربي" [13].شروط توكيد الأفعال بالنونين:أورد النحاةُ للتوكيدِ بالنونين شروطًا، نُورِدها فيما يلي:أولاً: الفعل الماضي:لا يُؤكَّد بهما الفعل الماضي مطلقًا، ولو كان بمعنى الاستقبال، وأما قول الشاعر[14]:
دَامَنَّ سَعْدُكَ إِنْ رَحِمْتَ مُتَيَّمًا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لَوْلاَكَ لَمْ يَكُ لِلصَّبَابَةِ جَانِحًا