وهم يحبون الحياة جدا
ولهم أمهات
حلمهنّ ..
أن يحملوهنّ
إلى جذع سنديانة
هم يحبون الحياة جدا
ولهم زوجات
كلما سنحت الفرصة
يملؤون ثغورهن
وجدا وحياة
هم يحبون الحياة جدا
ولهم حبيبات
يحلمون بهنّ
ذات عشق
ينتظرنّ ..
عند مفرق ؛
ليملأنّ جرارهنّ
حبا
هم يحبون الحياة جدا
ولهم أطفالا
كأزهار النرجس
يدفؤون القلب بضمهم
هم يحبون الحياة جدا
حلمهم .. ضفائرا
وثغورا
يزرعونها..
حنانا .. وحكايا
هم .. نسوا ..
عيونهم في مكان ما
فوق شرفة وطن
ومشوا ..
فوق صور قديمة
وأرواحهم ..وأجسادهم
مسجّاة
فوق دروب الصمت
فوق حلم بعيد .. بعيد
قلوبهم ..
مقابر..
للذين مضوا
وفي البال
عطش القمح ؛
لمطر .. نزل
ولكن في حقول بعيدة
يمشون ..
وكلما تعبوا
يفرشون أحلامهم
وينامون
اليوم ..
كل ذهب
هذا .. ليملأ كيسه خبزا
وهذي .. لتملأ جيوبها حلوى
وذاك خلف حلم ..
كوردة الجوري

وتلك لتودع غيمتها ..
قبل أن تذهب مع الريح
فاجأهم البغض ..
عند مفرق الحياة ..
ملأ الكون بنار الحقد
التجأوا إلى حضن الأرض
كأنهم ..
نسوا أن يعودوا
ونحن نسينا ..
أن نغادر محطة انتظارهم

هم يحبون الحياة جدا
غادروا .. لحياة أشرف ؛
لوطن يشبههم
أيها المغادرون ..
وأنا .. أشبهكم جدا

وأحب الحياة جدا
أنتظر ..
حاقدا .. مبغضا .....
يؤرخ لي ..
آخر قصيدة