الترجمة الدبلوماسية

صدور كتاب الترجمة الدبلوماسية

عن بيت الحكمة صدر كتاب "الترجمة الدبلوماسية" / مجموعة بحوث ودراسات
ترجمة / د. حسيب الياس حديد
بغداد / بيت الحكمة / 2014
416 صفحة ؛ حجم كبير
مقدمة
بقلم الدكتور حسيب الياس حديد


تعد الترجمة الدبلوماسية من اصعب انواع الترجمات نظراً للخصوصيات التي تتسم بها دون سائر الانواع الاخرى.ومن اهم خصائصها انها لغة دقيقة تعج بالمصطلحات المفردات المتخصصة والاستعارة وكل الفنون البلاغية. وتضيف هذه السمات الكثير من الصعوبات لعملية الترجمة. وبناءً على ذلك يتوجب على المترجم الدبلوماسي نقل المعنى بكل امانة ودقة ولهذا السبب تعرف الترجمة الدبلوماسية بالترجمة المفرداتية او المصطلحية . ويهتم هذا النوع من الترجمة بنقل الأفكار دون الوقوع في أي إحراج في البحث عن مرادف لكل كلمة ، ويحاول المترجم جاهداً نقل فكرة النص المراد ترجمته والحفاظ على حرفيته ومدلوله .
وتتصف الترجمة الدبلوماسية بالأمانة العلمية وذلك لأن المترجم ينقل معنى النص الدقيق المراد ترجمته ، وهذا لا يعني أن المترجم يتصرف بالنص كما يشاء على العكس من ذلك يحافظ على روح النص دون المساس به . ولتحقيق النجاح في هذا المجال لابد من توفر قطبين رئيسيين هما الإبداع والمعرفة الفنية . فإذا كان الإبداع في هذه الحالة الدقيقة موهبة الكتابة باعتبارها سمات فطرية فان المعرفة الفنية لا تعد فطرية وإنما ينبغي تعلمها ومن الممكن تدريسها. وتعتمد جودة الترجمة الدبلوماسية على الصياغة الملائمة حصرياً التي تقدم للقاريء ما يمكنه فهمه دون عناء. ولعل الكتاب الخاص بالترجمة الدبلوماسية يقدم للقاريء الكريم ما يمكن معرفته عن هذا النوع من الترجمة وما لها وما عليها والله الموفق.

يتضمن الكتاب الذي بين ايدي القاريء الكريم (24) بحثاً متخصصاً في الترجمة الدبلوماسية. يقدم البث الاول الموسوم ب " الترجمة الدبلوماسية بين اللغة والدبلوماسية" بقلم الدكتور حسيب الياس حديد استهلالاًلموضوع الترجمة اذ تناول محاور مهمة في هذا المجال وهي اللغة الدبلوماسية ومفهوم الدبلوماسي والسياسي والفرق بينهما والمترجم الدبلوماسي واخيراً صعوبات الترجمة الدبلوماسية.
اما البحث الثاني الموسوم "مدخل إلى الترجمة الدبلوماسية" بقلم إدريان فونيتز لوك
فانه يعالج مفهوم الترجمة الدبلوماسية تاريخ الدبلوماسية ولمحة تاريخية عن تطبيق الدبلوماسية اذ تم تطبيق الدبلوماسية منذ أزمنة قديمة على الرغم من التغير الذي طرأ على وظيفتها. ولعل أفضل دليل على الدبلوماسية التي كانت تمارس في القرن الرابع عشر قبل الميلاد في مصر القديمة وتوجد سجلات تعود إلى القرن التاسع الميلادي تم العثور عليها غرب أفريقيا. وهنالك سجلات أخرى تم العثور عليها عبارة عن معاهدات بين دويلات المدينة في بلاد الرافدين التي يرجع تاريخها إلى حوالي سنة 2850 قبل الميلاد.


اما البحث الاخر الموسوم "من أجل نظرية الخطاب الدبلوماسي" بقلم .كونستانز فيلر
فانه يلقي الضوء على علاقات التناص Intertextualité أي أن ترجمة الخطاب الدبلوماسي لابد من أن تأخذ بالحسبان هاتين النقطتين السياق والتناص. وضمن هذا المنظور ومن دون الادعاء بانه يتعلق بعامل وحيد للتوضيح نعترف بأن المؤتمرات الدبلوماسية والاجتماعات واللقاءات ونتائجها تكون عادة على شكل تصريحات لذلك يعد الخطاب الدبلوماسي عاملاً مناسباً وحاسماً في العلاقات الدولية. والخطاب الدبلوماسي وترجمته هو موضوع لتحليل مشروع إذن كيف يمكن معالجته وكيف يمكن تعريفه
في حين ناقش البحث الموسوم الترجمة الدبلوماسية´بقلم ريفنكو روديكا تطبيق المصطلحات في وسط ما في الحياة اليومية ثم ادخاله في لغة يسبب ارباكا في بعض الاحيان مع العناصر الاخرى بعلم المعاجم. وتثير المصطلحات فكرة المعاجم المتخصصة. وقبل دراسة الموضوع, نؤكد بان علم المصطلحات هو عملية تطبيق للجزء الاكبر حيوية لمعجم لغة ما لأنه يتعارض ويشكّل إرباكاً مع التعليم والإبداع في مجال العلوم والتقنيات . كما أنه يمتزج مع التعليم عندما يتعلق الامر باستيعاب مافيه في تقليد اصطلاحي مع الابداع عندما يؤدي إلى خلق مفاهيم جديدة أو في الحقيقة إلى مصطلحات جديدة.
واستعرض البحث الموسوم "الترجمة الدبلوماسية: التأويل والدبلوماسية" بقلم فيكي آن كريمونا وهيلينا ماليا موضوع التأويل وعمل المؤوّل الذي يختلف تماماً عن عمل المترجم . اذ يعمل المترجم عادة لوحده ولديه قصاصة من الورق ونص يتعامل معه . ويحاول اعادة انتاج نص بحد ذاته بحيث يصبح المترجم المؤلف الثاني لهذا النص. كما يعمل على فهم واعادة خلق مهارات الكتابة لدى المؤلف وربما يشير الى اعمال اخرى قام بها المؤلف ذاته من اجل فهم اسلوبه وتعبيره . ويعد عمل المؤوّل ليس منفرداً اذ انه يعمل بصورة مباشرة مع الخطيب او المتحدث الذي يعمل على بلورة نفسه ويعبّر عن افكاره بصورة مباشرة من دون اعادة صياغة الجمل او اعادة بلورتها . ويعمل المؤوّل ايضاً بصورة مباشرة مع الجمهور الذي يصغي اليه بصورة تلقائية ويصغي ايضاً الى المتحدث او الخطيب. ولذلك يتطلب عمل المؤول دايناميكية مختلفة . ويمكن ان تنتقل الترجمة من جملة بسيطة الى كتيب صغير او الى مخطوطة تعود الى الماضي او الى خطاب ما .
والقى البحث الموسوم "دور الترجمة والترجمة الفورية في الاتصالات الدبلوماسية" بقلم تاماس باراناي الضوء على الدور الذي تضطلع به الترجمة وتقدم لنا هذه الدراسة المختصرة مجموعة من اللغات المستعملة للاغراض الدبلوماسية عبر التاريخ وحتى الوقت الحاضر وتركّز ايضاً على الطرائق المختلفة للإجابة عن كثير من الاسئلة التي تتعلق باللغة والتفاهم بين رجال الدبلوماسية . وطالما ان احدى هذه الطرائق المهمة المستعملة من قبل المترجمين والمترجمين الفوريين فإن هذه الدراسة مكرّسة لقضايا تتعلق بالترجمة والترجمة الفورية في السياقات الدبلوماسية .
ويقدم البحث الموسوم "الترجمة والملاءمة" بقلم ايرنست اوكس كت ظاهرة معروفة جداً يشار اليها دائماً هي الترجمة التي من الممكن ان تقع ضمن نظرية الملاءمة في التواصل التي تم تطويرها من قبل سبيربر وولسون عام 1986 ولاحاجة لأي تمييز عام في نظرية الترجمة . فإن معظم انواع الترجمة يمكن تحليلها كأنواع مختلفة او تنوع مختلف من الاستعمال التأويلي . ويؤكد على ان الترجمة المباشرة هي عبارة عن حالة خاصة من الاستعمال التأويلي في حين ان الترجمة غير المباشرة هي في الحقيقة تقع ضمن الحالة العامة . ان تنوع الترجمة والامانة الترجماتية يمكن ان نحسبها من دون اللجوء الى الاطار العام النموذجي . وسوف يخلص هذا البحث بعرض ان الترجمة المباشرة تتطلب من المتلقي بأن يكون على بيّنة من النص وان يحاول ان يكون قريباً ايضاً من السياق الذي يتضمنه النص الاصل . ان الفكرة المتعلقة بمعنى الاصل يمكن ايصالها ايضاً الى أي متلقي بغض النظر عن ارضيته المختلفة وسوف نلاحظ ايضاً وجود سوء فهم يرتكز على الاخطاء المتعلقة بالتواصل.
اما البحث الموسوم من نماذج متوازية ومشكلات متوازية في الترجمة والتأويل والخطاب والتداولية بقلم روبن وارنر/جامعة شيفليد فانه يتناول فائدة دراسات الخطاب فيما يتعلق بالترجمة والتأويل فإن الانتباه سوف يكون منصبّاً على بعض الاهتمامات المتوازية خاصة فيما يتعلق بنظرية الخطاب والنظرية التداولية والترجمة والتأويل . وهنالك اهتمام خاص في هذا المجال ومن الممكن ان يتطرق الى مسائل تتعلق بالخطاب ومفهوم الاختيار او انتقاء بين اختيارات متوفرة فضلاً عن طبيعة ومدى المجالات الضيقة في الانتقاء . وهنالك مسألة اخرى تربط مع الاولى وهي مايتعلق ايضاً بالعلاقة الترابطية الموجودة بين هذه المواضيع .
ويحلل البحث الموسوم خيارت الحدود في الترجمة انطوني بيم مسألة مهمة تتعلق بخيارات الحدود الترجمة التي تحصل عادة بين جانبين مختلفين ( اللغات والثقافات والنصوص ) وغالباً مايفصلها نوع من الحدود.وربما يكون هذا الحساب المفهومي الثنائي ربما جانباً معرفاً للظواهر الترجماتية . ولكن هنالك على الاقل خمس طرائق يمكن بموجبها ان نحاول التحليل غير الثنائي من اعادة صياغة مفهوم الحدود. يتمثل الاول بمجموعة من العلامات الترجماتية التي تؤشر النقاط المعزولة من التواصل اكثر من الخطوط المستمرة اما الثاني فهو مجموعة من الحركات المادية التي تتجاوز الجانب الثقافي والتي يشار اليها بمثل هذه العلامات اما الثالث فهو مجموعة من الفضاءات المعروفة بالفاعلية الاقتصادية النسبية مع احترام النشاطات الثقافية في تعلم اللغة اما الرابع فهو مجموعة من العلاقات المهنية والاجتماعية بين المترجمين كمنتجين للخطاب واخيراً هنالك الاستراتيجية التواصلية الانتقالية التي تهدف الى السماح لصيغ اكثر ثباتاً من التواصل عبر الجانب الثقافي
ويوضح البحث الموسوم ترجمة السياسة /الفعل رد الفعل التفاعل تجربة حقيقية وميدانية اجراها المؤلف عندما بدأ بالتفكير في البحث واتخذ المبادرة من خلال الاجوبة التلقائية التي حصل عليها من طلبة الدراسات الاولية. ومن الواضح ان هؤلاء الطلبة لم يحضروا الدروس في الجامعة على اساس منتظم ولذلك زاد استغراب المؤلف كثيراً بجهلهم حول القضايا السياسية الاساسية في الوقت الذي كان عدد كبير من مدرسيهم يعتقدون بأنهم يعرفون هذه الاسس. وعلى سبيل المثال، عندما وجهنا اليهم سؤال عن شخصية مارتن لوثر كنج جاءت الاجابة على انه الملك مارتن لوثر الذي كان تواقاً لإقامة الديموقراطية في مملكته . وهنالك مثال اخر وهو مثال مدهش حقاً عندما وجهنا سؤال اليهم بخصوص(UNESCO) اليونسكو حصل هنالك ارتباك مع اسم يونسكو (Ionesco)المؤلف المسرحي المشهور . وعلى كل حال ومهما كانت التوضيحات فإن قراءتي لما وراء السطور جاءت نتيجة للحاجة الملحّة بالاهتمام بالشباب لكي يأخذوا بنظر الاعتبار القضايا السياسية. وفي هذا البحث سوف احاول ان اكتشف العلاقة بين السياسيين والمترجمين والجمهور وفق ثلاثة محاور اساسية وهي الفعل ورد الفعل والتفاعل من خلال استعمال اللغة السياسية مع التركيز على الحاجة لتدريب الطلبة والمترجمين في مجال محدد يتعلق بالخطاب السياسي.

ويشرح البحث الموسوم الترجمة واستعاراتها بقلم نيكولاس باون /جامعة شيفيلد
جوانب مهمة تتعلق بالترجمة والاستعارة ورد فعل القاريء فضلا عن دور الاستعارة في الترجمة الدبلوماسية والاسباب التي تشجع المتحدث على استعمالها ودور المترجم في هذا المجال.
في حين اثبت البحث الموسوم من نصوص في الدبلوماسية بقلم ديترش كابيلر اهمية النصوص المدونة واعتبارها عنصراً اساسياً في الدبلوماسية اذ انها تقدم لنا الكثير بالنسبة للدبلوماسي وتتضمن النصوص التعليمات وملخصات للمفاوضات. وهذه النصوص هي في الحقيقة حاصل نتائج المفاوضات التي تجري لنصوص معينة او اجزاء منها. ثمة صيغ معروفة منها اوراق الاعتماد والشروط النهائية للمعاهدات والديباجة والملاحظات الدبلوماسية . وبالنسبة لجميع النصوص التي تتشاطر فيما بينها مع جزء او اجزاء اخرى هنالك المتطلبات التقليدية لصيغ التأدب. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى، لدينا الوثائق الداخلية التي تتبع قواعد خاصة عند الاستعمال.
ومن جهته ناقش البحث العولمة وسياسة دراسات الترجمة بقلم انطوني بيم
العولمة التي تمثل نتيجة للتكنلوجيات التي تعمل على تقليل كلف الاتصالات . وادى هذا التخفيض الى ظهور اللغة الانكليزية كلغة العلوم والمعرفة على الصعيد العالمي وادى ذلك ايضاً الى زيادة في الطلب الدولي للترجمات . ويمكن توضيح التحرك التلقائي على الجبهتين باستراتيجيات التواصل المختلفة التي تعمل على اعلان الانتاج وتوزيع المعلومات اذ يمكن ان نتوقع من ان تبقى الترجمة تتمتع بأهمية بالغة للتوزيع والانتاج وبناءً على ذلك، تبقى دراسات الترجمة كمجموعة من المبادئ السياسية التي من الممكن ان تشكّل هويتها الخاصة بها بقدر مايتعلق الامر بالعولمة . ومن الممكن التعبير عن مثل هذه المبادئ في التنظيمات الاقليمية والوطنية وكذلك في الدفاع عن ثقافات الاقلية
وتطرق البحث الموسوم - من استعمال اللغة بالدبلوماسية بقلم ستناكو نك
الى مواضيع مهمة تتعلق بإختيار اللغة في الاجتماعات ثنائية اللغة او متعددة اللغة وكذلك الرسائل التي يتم نقلها بإختيار اللغة والصعوبات التي تثيرها الترجمة وجوانب اللغة الدبلوماسية بما في ذلك الاختلافات الموجودة في استخدام الكلمات والجوانب المحيطة باللغة والفهم واللغة بصورة عامة. وعلى كل حال وحسب وجهة نظر استانكو نك بإن هذه العملية ليست سهلة ولاتعد هذه اللغة اداة بسيطة في المجال الدبلوماسي هنالك قول مأثور قديم يثير الى حد ما التندر ينص على انه يجب استخدام لغات عديدة من اجل ان يفهم المتكلم. على سبيل المثال عندما نريد التحدث عن الجوانب العسكرية يجب استخدام اللغة الالمانية وعندما يتم التحدث مع التجار يجب استخدام اللغة العربية والاغريقية وعندما نتحدث الى الموسيقيين يجب استعمال اللغة الايطالية وعندما نتحدث الى الطباخين يجب استخدام اللغة الصينية وعند التحدث مع البحارة والمهندسين يجب استعمال اللغة الانكليزية وعند الحديث مع الفنانين يجب استعمال اللغة الروسية وعند التحدث مع الاصدقاء وعند التحدث مع الاصدقاء يجب استعمال اللغة الاسبانية وعند التحدث مع الاعداء يجب استعمال اللغة الهولندية او الهنكارية اما عند الحديث مع الفتيات فيجب استعمال اللغة الفرنسية اما التحدث مع الزوجة فيجب استعمال اللغةة اليابانية. اذن ماهي اللغات التي ينبغي على المرء استعمالها عندما يتحدث الى الدبلوماسيين وماهي اللغة التي يتوجب على الدبلوماسيين استعمالها ؟ ولكي نكون اكثر تحديداً ماهي اللغة او اللغات التي يحاول الدبلوماسي الحديث تعلمها لكي يكون اكثر نجاحاً في مهنته؟ ان مصطلح اللغة في الدبلوماسية يمكن تأويله بطرائق عديدة اولاً وقبل كل شيء كاللغة الام او كلغة مكتسبة فإن الكلام المستعمل من قبل امة من الامم او قبيلة من القبائل او اية مجموعة من السكان في هذا المجال يمكننا القول على سبيل المثال بإن اللغة الفرنسية تم استعمالها كلغة دبلوماسية مهيمنة في النص الاول من القرن العشرين وثانياً كطريقة خاصة بالتعبير. هنالك حاجات دقيقة للمهنة الدبلوماسية وبهذه الطريقة يمكن القول على سبيل المثال بإن وفود هذه الدولة او تلك تحدثوا حول موضوع معين بلغة غير دبلوماسية على الاطلاق .
اما البحث الموسوم "الثقافة الدبلوماسية والدبلوماسية الثقافية" بقلم امان كارشا تبقى فانه يركّز على الثقافة عندما ينسى المرء كل شيء. تعد وثائق الدبلوماسية وعملية المفاوضات اكثر اهمية من الجانب الحربي في عصر تم اعتبار الحروب المسلحة من قبل العديد من الدول اقل كوسيلة لفض النزاعات. ويسير الامر من دون القول من ان الثقافة لها تأثير على المفاوضات مع وجود العديد من العوامل التي تؤثر على المفاوضات. اذاً تصبح المسألة متعلقة بالتأثير المميّز على الثقافة وعلى المفاوضات كما ان ذلك يعمل على زيادة الفرص المتوقعة لفض النزاعات ولفض عقبات امام أي اتفاقية .
ويتمحور البحث الموسوم "ترجمة الاعتذار في الدبلوماسية" بقلم كاشيما ريزا في البحث على قضايا مهمة تتعلق بالترجمة والترجمة الفورية من اللغة اليابانية الى اللغة الانكليزية وبصورة خاصة رئيس الوزراء الياباني الاسبق وماقدمه للوزير الامريكي في 27 نيسان 2007 . ففي ذلك الوقت استعمل رئيس الوزراء عبارة يمكن ترجمتها بطريقتين مختلفتين الا ان ترجمتها تمت على هذا التعبير يعني التعبير عن ( الاعتذار ) هنالك مسح تجريبي قام به المؤلف يتعلق بالمترجمين العاملين في اللغة اليابانية والانكليزية وقد اوضح بإن هذه الترجمة عملت على تضخيم لهجة التأسف وكذلك ردود الافعال من جانب اليابانيين . وتعد دراسة تواصل الاعتذار في دبلوماسية متعددة الاطراف من منظور المترجم امراً يساهم في دبلوماسية ناجحة وان امل المؤلف في هذا البحث يؤكد على انه يعبّد الطريق لدراسات شاملة اخرى تتعلق بترجمات الاعتذار في الدبلوماسية.

ويبيّن البحث الموسوم "الغموض مقابل الدقة: الدور المتغير للمصطلحات في المؤتمرات الدبلوماسية والترجمة الدبلوماسية"

استخدام الغموض من اجل ايجاد صيغ مقبولة لجميع الاطراف ومن جهته نظر البروفسور نورمان سكوت الى الادوار المتقابلة او المتناقضة للغموض والدقة في دبلوماسية المؤتمرات. واوضح انه في حين يحاول الذين يضعون مسودات الوثائق لتجنب الغموض فان الاطراف الاضعف في الاتفاقية ربما يكون لهم اهتمام في ادخال بنود غامضة في حين ان اؤلئك الذين هم في موقف اقوى يميلون الى اعطاء مزيد من الدقة. وفي الجرد القديم لمتطلبات الدبلوماسي المثالي مثلما وضعها هارولد نيكلسن هي الدقة الموجودة وكذلك المصداقية. وهنالك قائمة من الفضائل الخاصة بالغموض الدبلوماسي او التصريح المقصود به ان يصوّر الفكرة على نحو اضعف او اقل مما تقتضيه الحقيقة وهذا امر يمكن تقديم الثناء عليه. اذن كيف يمكن التوصل الى حل وسط بين هذين الاتجاهين المتعارضين؟ ربما يعكس لنا هذا الاستعمال ادراكاً دقيقاً للغة والدبلوماسية عبر السنين. ففي دبلوماسية المؤتمرات يلتزم الدبلوماسي الناجح بمفاوضات خاصة بالنصوص ويعمل جاهداً من اجل اقناع مستمعيه للتوصل الى اتفاقية حول صيغة الكلمات التي تربط الدقة مع الغموض. وان كل من الاثنين يمكن جلبهما سوية في فقرة واحدة او في نص اطول ونادراً ما نجد ذلك في الجملة ذاتها.
وناقش البحث الذي يحمل العنوان الاتي "التداولية في التبادل الدبلوماسي"ربط التواصل الدبلوماسي مع الادوات اللغوية الخاصة بالتداولية. فقد بدأ بتذكيرنا انه عندما يكون الدبلوماسي رجل عملي فان الطبيعة الخاصة لعمل الدبلوماسي تكمن في الكلام. وقد طبق باسكوال ثلاثة مفاهيم للتداولية على الخطاب الدبلوماسي اذ انه اعتبر الخطاب بانه عمل متعمد او عمدي واثار فعل الكلام ودور ما لم يقال في الكلام. غالباً ما تضع المناظرة السطحية الكلام والعمل في موضع متعارض. وبالطبع فان اية مناظرة سطحية اصطناعية تؤدي الى كاركاتير بسيط فان ذلك لا يوصل المعنى المطلوب فالارواح العظيمة التي انارت الانسانية مارست عملاً طويلاً ومضنياً من خلال الفكر. وبالمقابل فان رجال العمل العظام قاموا بنقل اعمالهم وسلطتهم وقوتهم من خلال افكارهم وحديثهم. فان جميع الافكار هي عبارة عن اعمال ولا يوجد هنالك عمل من دون اية فكرة. وفي الوقت الحاضر يعدّ الدبلوماسي رجل عملي اذ انه يبحث ويقيم ويثبّت قواعد تمكّن الرجال للعيش بحياة افضل في المستقبل طالما انه تم القضاء بصورة كلية على الحياة الهمجية وهذه الهمجية كانت تمثّل انكاراً لكل من العمل والفكرة اذن كيف يتصرف الدبلوماسي من خلال الفعل ام من خلال الكلام؟
ام البحث الاخر الذي يحمل عنوان "من النص المتشعّب في الترجمة الدبلوماسية" فانه اوضح مفهوم النص المتشعب .اذ يعد النص المتشعّب مفهوماً يؤكد على الشبكة العالمية للمعلومات فقد اكد تيد نيلسن الذي يعدّ اول من كتب مصطلح النص المتشعّب فقد عرّفه بأنه النص غير المتعاقب. وهو عبارة عن مقطوعات ترتبط فيما بينها تسمى بروابط النص المتشعّب. وبصورة اساسية يتضمن النص المتشعّب مفاصل في الشبكة والروابط. وتمثل المفاصل نقاط الالتقاء لمقاطع من نص ولكن في الوقت نفسه يمكن ان تتضمن كتابات وتتضمن ايضاً الصوت والصورة او أي عنصر اخر يمكن عرضه على شبكة الانترنيت. وتكون هذه المقاطع متكاملة وذات اكتفاء ذاتي أي انها تتضمن وحدة فيها اكتفاء ذاتي للمعلومات ولكن بحجم اصغر من الوثيقة الكلية واكدت جانيت فدريو بان هذه الفواصل تتضمن مفهوماً واحدة او فكرة واحدة. وينبغي على القارئ ان يكون قادراً على التمييز بين هذه الفواصل من النص المحيط به وقد اشار مطور القاموس القانوني اوكسفورد بان السمة المفتاحية والاساسية للنص المتشعّب هي الطبيعة الكامنة لمكوناته. ومن جهة اخرى، هنالك الروابط التي تربط هذه الفواصل فان الصيغة البسيطة للروابط على شبكة المعلومات الانترنيت معروفة بالنسبة لمستعملي الشبكة وتظهر عادة على شكل مقاطع زرقاء ونص تحته خط بحيث يستطيع المستخدم من ان يضغط عليه من اجل الذهاب الى وثيقة اخرى. وعندما ندفع هذه الروابط لا نعرف اين سوف تأخذ بنا وان الروابط الاكثر تعقيداً ربما تقدّم للمستخدم عنصرين اضافيين من معلومات.
ومن جهته تطرق البحث الموسوم "الترجمة الدبلوماسية : الجوانب الاجتماعية والثقافة في الترجمة الدبلوماسية" الى الجوانب الاجتماعية والثقافية في الترجمة الدبلوماسية.
تثير الترجمة الدبلوماسية عادة تفاعلاً ثابتاً مع افراد معينين من ثقافات اخرى وعندما تحدث الترجمة الدبلوماسية عبر لغات وثقافات اخرى ربما يزداد مدى سوء الفهم.
هنالك العديد من المتكلمين الذين يقدّمون قيماً مختلفة ويصفون ايضاً ثقافات مختلفة وبطرائق مختلفة للتواصل. وعلى سبيل المثال الطريقة التي يتم من خلالها تقديم المواضيع بأستعمال ازمنة معينة او بأستعمال سمات متخصصة واستعمال سياق معين فان الممارسة الدبلوماسية تكون واضحة وهل ان المتخصصين يستطيعون التواصل بين الثقافات ان يقترحوا انواعاً او قيماً ثقافية يشعرون بانها تؤثر على الممارسة الدبلوماسية وهل يستطيع الدبلوماسيون من تقديم بعض الامثلة من تجاربهم المعاشة حيث هنالك انواع ثقافية مختلفة او قيم قد اثّرت على عملهم وكيف استطاعوا التغلّب على الصعوبات التي واجهوها. وما هي المشكلات او الصعوبات المرتبطة بتفحص الثقافات وانواعها؟ وما هي الفوائد من هذا النوع من التحليل؟


واكّد البحث الموسوم "الترجمة الدبلوماسية ترجمة ما يتعذر ترجمته بعد دراسات الحقبة ما بعد الاستعمار" بقلم سابين سافورينين
على موضوع مهم ابتدأ بالسؤال الآتي: كيف يمكن ان نفهم العنوان الذي يعدّ متناقضاً ومتواتراً ويتمثل العنوان بترجمة ما يتعذر ترجمته؟. فاذا كان ذلك متناقضاً أي ترجمة مالا يمكن ان يترجم فانه يفرض نفسه بصورة ضمنية حالما ظهر السؤال تحت اداة الاستفهام (كيف؟) والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكننا ان نترجم ما يبدو لنا استحالة ترجمته؟ يمكن لهذا العنوان ان يدعونا الى اجراء جرد من اجل التوصل الى حلول او منهجيات او طرائق ترجماتية يمكن اقتراحها للمترجم.
والبحث الاخر "التجانس الجزئي في المعنى في الترجمات الانكليزية – التركية: النصوص الدبلوماسية"بقلم ي ياكتين يناقش موضوع التجانس الجزئي في المعنى ويهدف الى
الى تحليل هذا التجانس الذي يشكّل احد الاجزاء الاكثر خدعة في مجال الترجمة لان ذلك يشير الى التشابه الموجود خاصة في اللغتين اللغة الانكليزية واللغة التركية. وتعمد هذه الدراسة الى تشخيص التجانس الجزئي الموجود من خلال المدوّنات الدبلوماسية لكي تكون دليلاً لدراسات لغوية لاحقة.
ويتطرق البحث الموسوم " ما مفهوم الترجمة الرهانات الاجتماعية والثقافية؟" بقلم رادا ايفو كوفيج الى الترجمة بالمعنى الاوسع والمعنى السياقي اكثر مما يكون المعنى النصي وهنا نجد ان الامر يشوبه بعض الصعوبات ولا نبحث هنا عن اهتمامنا لما يسمى اليوم (بالترجمة الثقافية او الحضارية) خاصة في عالم اللغة الانكليزية وكذلك اللغات التي تقترض عادة بصورة طوعية مثلما تقوم بذلك اللغة الفرنسية. ان الترجمة الثقافية او الحضارية بالمعنى الانجلو ساكسوني يعد نتاجاً لدراسات لفترة ما بعد الاستعمار.
اما البحث الاخير " الترجمة الدبلوماسية كتجربة للاخر" بقلم جوسلين داكليا فانه يشير الى ان الكثير من الدراسات اجريت حول هذا الموضوع خاصة ما اثارته من اشكاليات وطرحت مسائل شائكة للتحليل بحيث انها ادت الى اثارة مناظرة عامة ومناظرة علمية. ومن جهته دعا اكرستيان وندلار قارئه ان يأخذ ما ذكره صاموئيل اتكنون بمأخذ الجد خاصة ما ذكره بما يتعلق بالثقافة في العلاقات الدولية وبصورة اكثر سعة العلاقات الغيرية مع المجتمعات وفي الوقت نفسه رافضاً اية فرضيات عقيمة لا تمت بأية صلة بذلك.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي