اليوم 20 مارس هو يوم ميلاد أستاذنا الدكتور محمد جمال صقر، الثامن والأربعين، وقد عرفته قبل عشرين عاما، مدرسًا مساعدًا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وفاجأته بزيارة دون موعد في هذا التوقيت في بيته العامر بمكتبته في منوف بمحافظة المنوفية، خلف ملجأ العجزة - ما زلت أذكر العنوان - وهو صاحب فضل وخلق ودين وعلم ومبادئ وفكر، وأسلوب خاص، تعلمنا منه العروض بالنغم عبر عصاه تلك التي كان "يقطع بها الشعر عروضيا، ويُسكت بها الطلاب، وله فيها مآرب أخرى" .. ورغم أنه لم يكن يدرسني فكنت أحضر محاضراته التي استهوتني وأفدت منه عروضيًّا ونحويًّا ولغويًّا.وهو اليوم أصبح أستاذا للنحو والصرف والعروض، بجامعة السلطان قابوس بعمان، ودار العلوم بالقاهرة، وجامعة المدينة المنورة، وإن كان تجاوز ذلك إلى آفاق دلالية ولغوية وشعرية ونثرية واسعة، ولا غرو فهو "غلام أبي فهر، وابن دار العلوم".
أدعو له في يوم مولده بمزيد من العلم النافع، والعمل الصالح، وأهدي للقراء قصيدته "احتيال" التي أراها تناسب الزمان، وهي ضمن ديوانه الأول "لبنى" الذي أهداه لي في زيارتي له قبل عشرين عاما.
يقول، أحسن الله إليه!:
[مُوَشَّحَةٌ وَشَّحْتُ بها فجر الثلاثاء 5/10/1993م، تَرْشِيْحَ الرئيس محمد حسني مبارك نفسه لفترة ثالثة من بعد أن رَكَنَّا إلى اكتفائه بفترتين، ثم صرتُ أنشدها فَتْوى فنيةً في الانتخابات الدورية، حتى أذن الحق -سبحانه، وتعالى!- أن ينظر في أمرها عَفْوًا ثُوَّاْرُ الخامس والعشرين من يناير]!

"مَنْ وَلِيْ
فِيْ أُمَّةٍ أَمْرًا وَلَمْ يَعْدِلِ
يُعْذَلِ" .. ابن ماء السماء

مَقْتَلِيْ
هَلِّلِ
وَسَبِّحِ اللَّهَ فَكَمْ مِنْ وَلِيْ
لَمْ يَلِ
إِلَّاْ خَبَاْلَ الْقَزَمِ الْأَرْذَلِ
مَاْ لَكَ لَاْ تَذْكُرُ يَاْ إِمَّعَهْ
مَعِيْ تَمَنَّيْتَ الْعُلَاْ أَمْ مَعَهْ
أَكَاْنَ عَهْدًا ذَاْكَ أَمْ جَعْجَعَهْ
أَمْ مَاْتَ مَاْ فَاْتَ فَلَنْ تَتْبَعَهْ
وَلْوِلِيْ
يَاْ سُوْرَةَ الْمَجْدِ وَلَاْ تَخْجَلِيْ
وَافْعَلِيْ
مَاْ يَأْمُرُ الذُّلُّ فَلَنْ تُعْذَلِيْ
آهٍ وَهَذِيْ آهَةٌ مِنْ دَمِيْ
كَآهَةِ الْوَلْهَىْ عَلَى ابْنٍ عَمِ
لَيْسَ لَهَاْ إِلَّاْهُ مِنْ قَيِّمِ
وَلَاْ لَهُ مِنْ مَلْجَأٍ أَرْأَمِ
كَيْفَ لِيْ
بِصَاْحِبٍ كَالْحَجَرِ الْمُرْسَلِ
مُشْعَلِ
يَفْضَحُ زَيْفَ الْوَثَنِ الْمُعْتَلِيْ
تُرَىْ ظَنَنْتَ اللَّهَ لَمْ يَصْطَفِ
فِي الْأَرْضِ إِلَّاْكَ وَلَمْ يُعْرَفِ
بِالْخَيْرِ غَيْرُ الْمُلْهَمِ الْمُخْتَفِيْ
فَإِنَّ فِيْ ظَنِّكَ مَاْ يَنْتَفِيْ
جَلْجِلِيْ
يَاْ ثَوْرَةَ الْمَسْتُوْرِ ثُمَّ انْجَلِيْ
وَاجْتَلِيْ
مَلَاْمِحَ الْمُضَلَّلِيْنَ اجْتَلِيْ
هَذِيْ يَدِيْ وَتِلْكَ كَفُّ الْوَهَنْ
فَاخْتَرْ فَهَذَاْ آخِرُ الْمُدَّهَنْ
أَمَاْ رَغِبْتَ فِيْ فَكَاْكِ الرُّهُنْ
يَاْ صَاْحِبِيْ بِنَاْ يَسِيْرُ الزَّمَنْ
فَاجْهَلِ
وَاحْتَلْ لِقَوْلِ الشَّاْعِرِ الْأَوَّلِ
مَنْ وَلِيْ
فِيْ أُمَّةٍ غَصْبًا وَلَمْ يُقْبَلِ
يُقْتَلِ