قصيدة

للإمــــــــــــــام الـــشــــافــــعــــي رحمه الله




دَعِ الأيّامَ تفعلُ مـا تشـاءُ
وطبْ نفساً إذا حكمَ القضاءُ
ولا تجـزعْ لحادثـةِ اللّيالـي
فما لحَـوادثِ الدُّنيـا بقـاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً
وشيمتُك السَّماحةُ والوفـاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبُكَ في البَرايا
و سَرَّك أنْ يكونَ لها غطـاءُ
تَستَّرْ بالسَّخاءِ فكـلُّ عيـبٍ
يُغطِّيهِ كمـا قيـلَ السَّخـاءُ
ولا تُـرِِ للأعـادي قـطُّ ذلاًّ
فإنَّ شماتـةَ الأعـداءِ بَـلاءُ
ولا تَرجُ السَّماحةَ منْ بخيـلٍ
فما في النّارِ للظَمـآن مـاءُ
ورزقُكَ ليسَ ينقصهُ التأنّـي
وليسَ يزيدُ في الرِّزقِ العَنـاءُ
ولا حُزنٌ يـدومُ ولا سـرورٌ
ولا بؤسٌ عليـكَ ولا رخـاءُ
اذا ما كنتَ ذا قلبٍ قنـوعٍ
فأنتَ ومالِكُ الدُّنيـا سـواءُ
ومنْ نَزلتْ بساحتـهِ المَنايـا
فـلا أرضٌ تقيـهِ ولا سمـاءُ
وأرضُ اللهِ واسعـةٌ ولكـنْ
إذا نزلَ القَضا ضاقَ الفضـاءُ
دعِ الأيّامَ تغدرُ كـلَّ حيـنٍ
فما يُغني عنِ المـوتِ الـدواءُ

__________________