الإخلاص

قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً وقال النبي إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى،
عن معروف الكرخي من عمل للثواب فهو من التجار ومن عمل خوفاً من النار فهو من العبيد ومن عمل لله فهو من الأحرار .

وقال أويس القرني الدعاء بظهر الغيب أفضل من الزيارة واللقاء أي لأن الرياء قد يدخلهما.
و ذكر حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في الإحياء أن رجلاً عابداً بلغه أن قوماً يعبدون شجرة فخرج لقطعها فقال له إبليس إن قطعتها عبدوا غيرها فارجع إلى عبادتك فقال لا بد من قطعها فقاتله فصرعه العابد فقال أنت رجل فقير فارجع إلى عبادتك وأجعل لك دينارين تحت رأسك كل ليلة ولو شاء الله لأرسل رسولاً يقطعها وما عليك إذا لم تعبدها أنت قال نعم فلما أصبح وجد دينارين في ثاني يوم لم يجد فخرج لقطعها فصرعه إبليس فقال له العابد كيف غلبتك أولاً ثم غلبتني ثانياً فقال لأن غضبك أولاً كان لله وثانياً للدينارين .

قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما،

قال العلائي دخل أعرابي المسجد فصلى صلاة ضيقة فقام إليه علي رضى الله عنه بالدرة وقال أعد الصلاة فأعادها مطمئناً فقال أهذه خير أم الأولى فقال الأعرابي الأولى لأني صليتها لله والثانية صليتها خوفاً من الدرة.

ذهبت ناقة لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال في سبيل الله ثم قيل أنها في مكان كذا فوثب إليها ثم رجع وقال أستغفر الله العظيم.

وقال أبو طالب المكي رضي الله عنه قيل لبعضهم في المنام ما فعل الله بك قال أدخلني الحنة ثم تأوه فقيل مم تأوه قال لما دخلت الجنة رأيت في عليين قصوراً عالية فأردت دخولها فقال اصرفوه عنها لأنها لمن أمضى السبيل لأنك كنت تقول للشيء في سبيل الله ثم ترجع فإذا أمضيت السبيل أمضينا لك .

وقيل لبعضهم في المنام ما فعل الله بك قال كل عمل لله وجدته حتى ماتت لنا هرة فاحتسبتها عند الله فوجدتها في كفة الحسنات فلما رأيت ذلك قلت قد مات لنا حمار فهاتوه كان مع الهرة فقالوا لا لأنك لم تحتسبه .

وعن بعض الصالحات أنها وهبت ولدها لله ثم جاء إليها بعد مدة فطرق بابها وقال أنا ولدك فلان فقالت قد وهبتك لله فلا أراك بعدها.

عن ابن عباس رضي الله عنهما خرج بعض الملوك يسير في مملكته فوجد رجلاً ومعه بقرة فحلب منها قدر ثلاثين بقرة فتعجب الملك من ذلك ثم نوى بإخذها فلما كان من الغد حلب نصف حليبها فقال الملك كيف نقص حليبها ألم ترع مكانها بالأمس قال بلى ولكن لعل الملك نوى الظلم فنقص حليبها الأول.

خرج أنو شروان للصيد فأدركه العطش فرأى في البرية بستاناً وعنده صبي فطلب منه ماء فقال ليس عندنا ماء قال ادفع لي رمانة فدفعها إليه فاستحسنها فنوى أخذ البستان ثم قال ادفع لي أخرى فدفع له أخرى فوجدها حامضة فقال أما هي من الشجرة الأولى قال نعم قال كيف تغير طعمها قال لعل نية الأمير تغيرت فرجع عن ذلك في نفسه ثم قال ادفع لي أخرى فدفع له أخرى فوجدها أحسن من الأولى فقال كيف صلحت قال بصلاح نية الأمير.

أتخذ بعض الملوك وزيراً وقربه فنوى شخص إبعاده فقال للملك إن الوزير يزعم أنه يخرج من فمك رائحة كريهة فغضب الملك غضباً شديداً فأرسل إليه فذهب إليه ذلك الرجل فأطعمه طعاماً فيه ثوم ثم قال له إن الملك يطلبك فلما حضر عنده وضع يده على فمه لئلا يضر الملك ريح الثوم فتحقق الملك صدق الواشي فكتب بيده كتاباً إلى بعض عماله يأمره بهلاك الوزير وقال اذهب إلى عاملي فلان والناقل ينظر فظن أن الملك لم يصدقه وأنه كتب للوزير جائزة لأنه كان من عادته أن لا يكتب بيده إلا خيراً فقال بأي شيء أمرك الملك قال بدفع هذا الكتاب إلى عامله فلان فقال أنا أذهب به إليه فلما وصل إلى العامل قتله سريعاً ثم بعد أيام دخل الوزير على الملك فتعجب منه فقال أما دفعت كتابي إلى عاملي قال لا ولكن أخذه منه فلان فقال أنت قلت كذا قال معاذ الله قال فلم وضعت يدك على فمك قال أطعمي فلان طعاماً فيه ثوم كثير فوضعت يدي على فمي لئلا تجد ريحه فتستنكره فعرف الملك أنه إنما أراد إبعاده فقربه كما كان أولاً..

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل قيل وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل قال: قولوا :
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه نستغفرك لما لا نعلمه رواه الطبراني وفي رواية غيره يقول كل يوم ثلاث مرات.