الأستاذالفصل الأول
1
ارتمى على الأرض مشرعاً ذراعيه للاشيء الكامن وراء كل شيء، طالباً الراحة من عالم خفيّ لعله يكمن وراء الحس، ينجيه مما باتت تتخبط فيه نفسه العمياء بين مومياءات السحر وأجفان الضياع.
وهو مغمض عينيه لاحت له أشباح ماضٍ أسود أليم تتكرر شخوصه متعانقةً في وئام سرطاني.
-
- كلهم كانوا ضدّي، كلهم نقموا علي لأني أخالفهم، لأني أمثّل نقطة الضعف الخيّرة في نفوسهم المريضة، يريدون تغييبي عن نواظرهم لئلا أذكَّرهم بعجزهم عن ابتغاء مثل أعلى في الحياة.
لكنهم في سبيل هذا أهانوني ووجهوا إلى قلبي جراحاً لا تُحصى.
- والآن أنت تجرح من لا ذنب لهم في سبيل لأم جرحك.
أيقظه صوتها، التفت ليراها كما هي، ملقيةً نفسها على كرسيها الخشبي، مستسلمة لجمودها من فرط انهيارها.
خاطبه صوت واخز من أعماقه،:
-أبهذا تجزيها بعد أن أفنت عمرها في سبيلك، تجزيها بأن تتركها نهًُباً لمأساة جديدة لك ، ألا يكفيها ما لقيت ....
- كفىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
راح يتلفّت بعنف محاولاً إخراس الصوت الصادحفي رأسه، لعله يُسكت ما يفعل كل ما يستطيع لإسكاته.

(يتبع)