" أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " (ثلاث مرات إذا أمسى ,, وثلاث اذا اصبح )



جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال ,,أما لو قلت حين أمسيت ,, أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك ,, رواه مسلم.
يقول شيخنا العلامة ان عثيمين - عليه رحمة الله - عند شرح احاديث الاذكار من كتاب رياض الصالحين (( ومن ذلك أن الإنسان يقول إذا أصبح وإذا أمسى أعوذ بكلمات اللهالتامات من شر ما خلق فهذا لجوء إلى الله سبحانه وتعالى واعتصام به من شر ما خلق فإذا قلته ثلاث مرات في الصباح والمساء فإنه لا يضرك شيء ولهذا اشتكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما وجده من لدغة عقرب فقال أما أنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك.))
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي الله صلى الله عليه وسلم :"
من قال حين أمسى ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم تضره حُمةٌ تلك الليلة " . أخرجه بلفظ مقارب بدون ذكر الثلاث مرات مسلم برقم (2709) ، والترمذي برقم (3604) أبو داود برقم (3898) ، وذكره العلامة أبن باز رحمه الله في تحفة الأخيار ، وقال: والحُمة : اسم ذوات السموم كالعقرب والحية ونحوهما . وقال سهيل بن أبي صالح أحد رواه الحديث : " فكان أهلنا قد تعلموها ، فكانوا يقُولونها كل ليلة ، فلدغت جارية منهم ، فلم تجد لها وجعاً".


قال القرطبي رحمه الله : هذا خبر صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليلا وتجربة، فإني مذ سمعت هذا الخبر عملت عليه فلم يضرني شيء إلى أن تركته ، فلدغتني عقرب ليلا، فتفكرت في نفسي فإذا بي قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات ..
فهذا الذكر العظيم من أذكار الصباح والمساء وايضا ذكر لمن نزل منزلا فاذا قاله فانه لايضره شيء حتى يرتحل من منزله ذاك ..
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : وقد نصّ الأئمة كأحمد وغيره على أنه لا يجوز الإستعاذة بمخلوق ، وهذا مما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق ، قالوا : لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ بكلمات الله وأمر بذلك ، ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويذ التي لا يُعرف معناها خشية أن يكون فيها شرك..

شرح كلمات الحديث ..

قوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أعوذ ): أي أعتصم وألتجئ .
قوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كلمات الله التامات ):أي صفاته القائمة بذاته ومعنى : التامات : أي التي لا يعتريها نقص . وصف كلماته بالتمام ، إذ لا يجوز أن يكون شيء من كلامه ناقصا ، ولا فيه عيب ، كما يكون في كلام الآدميين ، وقيل : معنى التمام هاهنا : أن ينتفع بها المتعوذ ، وتحفظه من الآفات. وقال النووي: قيل معناه: الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب وقيل: النافعة الشافية، وقيل: المراد بالكلمات هنا القرآن، والله أعلم.
قال ابن عبد البر- عليه رحمة الله - في التمهيد : وفي هذا الحديث من الفقه أيضا أن كلام الله عز وجل غير مخلوق وعلى ذلك أهل السنة أجمعون وهم أهل الحديث والرأي في الأحكام ولو كان كلام الله أو كلمات الله مخلوقة ما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أن يستعيذ بمخلوق دليل ذلك قول الله عز وجل {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً}. وقال في موضع آخر : وفي الاستعاذة بكلمات الله أبين دليل على أن كلام الله منه تبارك اسمه وصفة من صفاته ليس بمخلوق لأنه محال أن يستعاذ بمخلوق وعلى هذا جماعة أهل السنة والحمد لله .قال الخطابي : كان الإمام أحمد يستدل به على أن كلام الله غير مخلوق لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يستعيذ بمخلوق .
قوله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
من شر ما خلق ): من الأنام والهوام ، مما هو ذو شرّ، وإلا فالملائكة والأنبياء لا شرّ فيهم ألبتة فـ«ما» عام مخصوص .
فيتعوذ من شر كل مخلوق قام به الشر كالإنس والجن والدابة والصاعقة والريح الشديدة ، أو أي نوع كان من أنواع البلايا في الدنيا والآخرة

قال ابن القيم رحمه الله : (فمن التعوذات والرقى : الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي ، ومنها التعوذات النبوية نحو : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . ونحو : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . ونحو : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ... وحسبي الله ونعم الوكيل عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . ومن جرب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها ، وشدة الحاجة إليها ؛ وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها وقوة نفسه واستعداده ، وقوة توكله وثبات قلبه ؛ فإنها سلاح . والسلاح بضاربه)

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
واعلم أن الأدوية الطبيعية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وإن وقع لم يقع وقوعا مضرا وإن كان مؤذيا والأدوية الطبيعية إنما تنفع بعد حصول الداء فالتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ولإزالة المرض أما الأول: فكما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه { قل هو الله أحد } والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يده من جسده.
***********
فسر النووي في شرح صحيح مسلم كلمات الله بالقرآن.

وفسر التامات بالكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب. وقيل النافعة الشافية. وقد تابعه في ذلك المباركفوري في تحفة الأحوذي.
وفسر الزرقاني في شرح الموطأ والمناوي في فيض القدير الكلمات بالأسماء الحسنى والصفات العلى وبالكتب المنزلة من عند الله.


منقول والله ورسوله أعلم