انتفاضة السكاكين بين التبريد والتسخين
بقلم: عماد موسى
لاشك ان انسداد الافق السياسي نتيجة العجرفة الاسرائيلية، قيام دولة المستوطنين داخل اسرائيل وعلى الاراضي الفلسطينية المحتلة 1967،وانتهاكتهم اليومية لحقوق الانسان الفلسطيني،من اعتداء،وسيطرة على الاراضي تمهيدا للاستيلاء عليها، واقتلاع اشجار الزيتون ، وحرقها،وقيام المستعمرين بهولوكوست ممنهج ضد الااطفال(الطفل ابوخضير) والاسر النائمة الامنة في بيوتها(عائلة الدوابشة في قرية دوما)،بالاضافة الى البطالة المتفشية بين الشباب،وتردي الوضع الاقتصادي الفلسطيني شكلت هذه العوامل وعوامل فلسطينية ابرزها الانقسام وتشظي الشعب نتيجة الاحتلال وممارسته وتشتيت الشتات بعل الحرب الاهلية في سوريا التي كانت وادة من الدروع الواقية والحاضنة للقضية،هي والعراق وليبيا دفعت بالشباب الفلسطيني الى القيام بعمليات متنوعة،والاغلب انها بقرار فردي لان اولئك الفتية ارادوا التعبير عن رفضهم للاحتلال من جهة واعادة استنبات الانتماء واولاء لفلسطين جغرافيا وقضية وثقافة وهوية،ارادو توحيد الشعب بتضحاتهم وبدمهم وتغذية الشعور الوطني بهذه التضحيات،وما لبث كرة تضحية الفتيان ان تدحرجت في ارجاء الوطن لتمتد الى فلسطين التاريخية وما يزال الحبل على الجرار.
وازاء التحدي الفلسطيني لجيل لم يشارك في الانتفاضتين،واستعداده النفسي والوطني للتضحية، طرح اسئلة كبيرة اربكت المحللين، الا انهم يعرفون الاجوبة، وهي: تدمير الاحتلال للطفولة الفلسطينية،وتدمير مرابع الطفولة على ايدي المستوطنين،ناهيك عن الايمان الديني والذي يعتبر المساس بالاقصى هو مساس بالدين وحرمان من ممارسة العبادات وتحدي للاسلام والمسلمين، ومخالفة جسيمة للقانون الدولي الانساني دفع فتية مهند حلبي 19 عاماً. فادي العلون 19 عاماً. حذيفة سليمان 18 عاماً. ثلاثة شهداء لم تتجاوز أعمارهم العشرين، ارتقوا إلى الرفيق الأعلى في أقل من 24 ساعة.

كثر الى الرد بامكانتهم الفردية متسلحين بشجاعة كبيرة وبايمان قوي للقيام بعمليات طعن بالسكاكين، ضد المستوطنين،مما حولها الى سمة بارزة في هذه الانتفاضة التي اطلق هليها انتفاضة السكاكين، لماذا السكاكين لانها ابسط وسائل الدفاع عن النفس وابسط وسائل الاشتباك بين الفتية والمستوطنين وتلحق اذى كبيرا بهم بين قتيل وجريح ناهيك عن الهستيريا التي اصابتهم فبمجرد ان شاهدوا فلسطينيا صرخو مخرب، عربيم وكانه نداء للقتل او اوامر بالقتل لكل فلسطيني فاصبح كل فلسطيني هدفا لجيش الاحتلال ومستوطنيه واجهزته الامنية ومستعربيه،
قد تساءلت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية عن معنى الانتفاضة وعن تداعيات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة على المستوى الإقليمي،وأضافت الصحيفة أن الانتفاضة الثانية عرفت باسم انتفاضة الأقصى، وانطلقت في أعقاب انتهاك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون حرمة المسجد الأقصى من خلال زيارته مع عدد كبير من الجنود. هل نحن على أبواب انتفاضة ثالثة؟ وهل ترى أن انتهاكات الاحتلال بحق الأقصى اليوم تفوق جريمة حرقه عام 1968؟ وهل يمكن قيام الانتفاضة قبل تحقيق الوحدة الوطنية لشعب يرزح تحت الاحتلال منذ عام 1967؟ وهل يساعد الوضع العربي المضطرب على قيام مثل هذه الانتفاضة؟ وهل ترى أن الشعوب المنهكة اليوم بثوراتها قادرة على النهوض بانتفاضة ثالثة؟
وكتب المحلل العسكري والسياسي لموقع "واللا" "أفي سخاروف"، عدة مقالات، استخلص فيها أن الأحداث والمواجهات الأخيرة، تشير إلى أنها انتفاضة حقيقية، وأن اتساع رقعة المواجهات في الضفة الغربية ودخول خط فلسطينيي الداخل، سيحسم الأمر. أكد أن تسلسل الأحداث لا يدعو إلى التفاؤل، وأن هذه الانتفاضة ليست انتفاضة أفراد بل هي مواجهات غير عادية.

وخلص "آفي سخاروف" إلى أن الأمور لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة، لكن أي عملية عدائية ضد الفلسطينيين من مستوطنين أو أي مواجهات في المسجد الأقصى، ستؤدي إلى انفجار ومواجهة واسعة. وقد تطابقت هذه التحليلات مع التحليلات الأخيرة للمحلل العسكري "رون بن يشاي" في موقع "واي نت".
حلمي الأسمر هل هي انتفاضة، أم موجة "إضرابات"، أم هبة عابرة؟ سؤال شغل محللين وكتاباً عديدين، في توصيف الحالة التي تعيشها فلسطين المحتلة. السؤال ليس للتوصيف لغايات التوصيف فقط، بل هو متعلق بسؤال: ماذا بعد؟ وربما، أيضاً، بماذا يريد المنتفضون؟ ولماذا انتفضوا
في "يديعوت أحرونوت" (4/ 10 /2015)، كتب يوسي يهوشع، بمنتهى الوضوح: ينبغي الاعتراف بحقيقة أن الانتفاضة باتت هنا، حتى وإن لم تكن موجهة ومدارة بشكل مركزي. عاصمة الإرهاب (!) هذه المرة ليست نابلس ولا جنين، بل القدس. ولهذا، نوصي بملاءمة أساليب العمل، بالضبط
ويحسم ناحوم برنياع الأمر بشكل أوضح، حين يكتب في مقال افتتاحي في "يديعوت أحرونوت" (4/ 10/ 2015) عنوانه "الانتفاضة الثالثة": هذه انتفاضة، الانتفاضة الثالثة. من المهم أن نسميها باسمها، لأن عدم تسميتها بالاسم يسمح للساحة السياسية والعسكرية بالتملص، بالكبت وبالهرب من المسؤولية. في هذه اللحظة، تشبه في مزاياها الانتفاضة الأولى التي بدأت في ديسمبر/كانون أول 1987، وخبت في أوائل التسعينيات. وفي هذه الأثناء، تجري خلف الخط الأخضر، في شرقي القدس وفي الضفة. وبقدر ما هو الماضي مؤشر للمستقبل، لن يبعد اليوم الذي تنتقل فيه إلى مدن إسرائيل الكبرى، وتتحول من إرهاب سكاكين، حجارة وزجاجات حارقة إلى إرهاب انتحاريين. هذه ليست انتفاضة، يقولون في الجيش.

ويمكننا القول : اننا اسرائيل هي الدولة المتوحشة والوحشية، لاننا نقف امام صور جديدة ومشاهد جديدة من الممارسات الوحشية، فقد طوروا مدارس قتل البشرية التي كانت بسبب العرق والدين واللون مثل: الفاشية والنازية الى مدرسة حداثية معولمة تقودها اسرائيل والجماعات الدينية المتطرفة التي اوجدتها اجهزة الاستخبارات العالمية، لتسهيل عملية التدمير الذاتي
ونتساءل هنا عن ما الفرق التفكير والسلوك بين من قام بحرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة وبين من حرق الطفل محمد ابوخضير، وعائلة الدوابشة وبين النازية والفاشية؟ السنا امام مدرسة متوحشة نتاج عولمة متوحشة