رسالة إلى المتبرجات ...

كم أحب صناعة الزهور !!
أنقب عن اوقاتٍ لأمارس هوايتي المحببة ، فأحضر كل عدتي و أجلس فأسمو بروحي فوق سحائب التخيل و أعصر حب الجمال في نفسي لأسقي به أناملي لتندى و تطرى و تكون أنعم من أوراق الزهرة التي أنا صانعتها .فأكلم كل جزء فيها من ساق و اوراق و ما تلا و كأنه يسمعني و يحس لمساتي فتندمج روحي مع تلك الروح الصامتة ظاهرا و التي يصرخ جمالها في عالم خيالي ، و بعد وقت ليس بقصير تولد زهرة رائعة الجمال ، أحيانا أصنع العديد منها ، منها ما تشابه و منها ما اختلف و لكل واحدة منها سحرها المميز ..
أسرح بأفكاري بعيدا بعيدا معها ثم أحضنها بكفيَّ برفق و حنان لأدعها تنعم ببعض الراحة في مكان يليق بجمالها لتغازلها عيون الناظرين ، بل حتى أنني أنثر عليها بعض العطر الشذيّ ، و لكن ...و بعد انتظار طويل لسماع كلمة إعجاب أو شكر ، أفاجأ بمن يلتفت إليها تكلفاً لمجاملتي في عبارة لا تتجاوز مسامعي و لا تدق أي باب من أبواب القلب لأسمع : ربما تنفع للزينة و ليس للشم فهي مجرد جماد !!
_ و لكن الزهور الحقيقية قصيرة العمر و سرعان ما تذبل .
_ صحيح أنها تذبل و لكنها تحمل روحا و جمالا مع عطر حقيقيّ و تفيدنا أوراق بعضها للشفاء من بعض الأمراض و حينما نحتضنها نشعر بدفئها و نعومتها و عطائها
_ و لكنها زهرة .
_ إنما هي تمثال زهرة .