هجــرة

هجــرة أم تهجيــــر ؟







لماذا سلطت وسائل الاعلام الاضواء على هجرة الوف المواطنيين العرب من سوريه والعراق الى اوروبا في هذه الايام حصرا . الم يكن هؤلاء في ضائقة منذ عام 2011 وما قبلها ؟ . الم يكونوا في مخيمات في تركيا والاردن وتركيا ولبنان وبقية بلدان العالم ؟ . ماذا يعني حماس بعض دول اوروبا لاستضافة المهاجرين او المهجرين , ونكوص بعض هذه الدول عن استضافتهم ؟ . وهل هذه الاستضافة حل لمشكلة المهجرين من سوريه والعراق واليمن وليبيا , والذين يعدون بالملايين ؟ .

قبل سنوات كانت احدى اشتراطات دول اوروبا على بلدان شمال افريقيا وجنوب المتوسط العمل على منع هجرة المواطنين من الجنوب الى الشمال , بل ذهبت دول اوروبا اكثر من ذلك اذ سيرت دوريات بحرية لاعتراض الزوارق التي تحمل المهاجرين وارغامها على العودة من حيث اتت , اما اليوم فقد تباينت مواقف دول اوروبا , بين رافض لقبول المهاجرين , وبين مرحب بها . وقد كان موقف المانيا الايجابي من المهاجرين محرجا لباقي دول اوروبا , الامر الذي جعل الاتحاد الاوروبي يوزع حصص المهاجرين على هذه الدول قسرا , في حين رحبت بعض الدول مثل المانيا وفرنسا والنمسا واسبانيا بهم . كما انتخت دول بعيدة مثل البرازيل واستراليا لاستقبال المهاجرين . في حين وقفت دول اوروبا الشرقية موقفا سلبيا ومعاديا للمهاجرين ,كما هو موقف الخليج العربي في حين كانت شعوب تلك الدول تعاني قبل سنوات من المعاناة ذاتها وتتسلل من تحت الاسلاك الشائكة للعبور الى دول اوروبا الغربية اثناء حكم الاتحاد السوفيتي السابق . وما ظهر من تصرفات الشرطة في المجر وصربيا وغيرها من دول اوروبا الشرقية وبعض الصحفيين يثير الريبة والشك في ان هذه الدول وصلت الى مصاف الدول الراقية التي تحترم حقوق الانسان . وما تصرف الصحفية المجرية الشقراء ضد المواطنيين العرب الا نموذج للتخلف والتعصب والانانية . والامر المثير للدهشة هو موقف روسيا , فلم نسمع اية كلمة ترحيب بالمهاجرين العرب وخاصة السوريين وهي التي وكلت نفسها وصية على القضية السورية وتجري الاتصالات من اجل حل تلك القضيه . والحقيقة ان روسيا تخوض حربا باردة مع الولايات المتحدة بايدي عربية وبسلاح روسي وامريكي ,
هل هؤلاء الناس المشردين مهاجرين ام مهجرين قسرا ؟ الكل يعرف ان الانسان لايخرج من بيته الا في حالات الاضطرار اما اقتصادي طلبا للرزق , واما سياسي هربا من بطش الحاكم الظالم , واما لايجاد ذاته في امكنة تحترم كفاءته وامكاناته . وفي كل الحالات الانف ذكرها تسير سيرا عاديا باتفاق المهاجر والبلد المهاجر اليه , فالمهاجر يملك الكفائة التي يحتاجها البلد المهاجر اليه . اما اليوم فان الانظمة الحاكمة في العراق وسوريه هي التي اجبرت المواطنين على ترك بيوتهم ومصالحهم بفعل التعصب الطائفي والديني والعرقي . وهذه الانظمة مدعومة من دول الغرب رعاية الولايات المتحده الأمبرياليه الأمريكيه وأوربا العجوز الهرمه والشرق على حد سواء بفعل مصالح تلك الدول . السبب الاول والرئيس في هذا التهجير هي الانظمة المدعومة من امريكا او روسيا اوايران وتركيا والسعوديه . هذه الدول لها الدور الاكبر في استمرار الازمة وتداعياتها . وعلية فان الحل ليس في استقبال 120 الف مهجر قسرا في دول اوروبا وصار العدد مايقارب ال400 ألف, وترك الملايين امثالهم يعيشون في اسوأ حالات العيش الانساني . فالحل هو انهاء سبب الازمة , والسبب يكمن في بقاء نظام بشار الاسد ونظام الطوائف في العراق ومن ثم راعي الارهاب في المنطقة نظام الملالي في ايران .ونظام الخلافة المزعوم في تركيا وتمويل دول الخليج العربي ولو كانت امريكا والغرب بعامة راغبون في حل ازمة الارهاب في المنطقة ووقف ازمة المهجرين قسرا لعملت على اسقاط هذه الانظمة الارهابية التي تقتل شعوبها بدون رحمة .

دول اوروبا بحاجة الى ايدي عاملة شابة ولاسيما انها شاخت ولم يعد لديها شباب لحماية الامن والصناعة والخدمات , وهي قادرة على استيعاب المزيد من الكفاءات الشابة . ولكن الهدف المخفي الذي تعمل عليه هو تفريغ المنطقة العربية وخاصة في سوريه والعراق من سكانها العرب لأضعاف خط المواجهه للصهاينه ولتأكل ماتأكل دولة الكيان الصهيوني البغيض تحت رعاية أمريكا وروسيا ومع ذلك فان دول الغرب التي تعرف كل ما يجري , بل وتسعى اليه , من اجل ضمان امن اسرائيل , – وعليه سكتت دول الغرب على مماطلات نظام الملالي طيلة 12 سنة من المباحثات التي تمخضت عن الاتفاق النووي الاخير ..

الضجة التي اثيرت حول المهاجري والمهجرين هي خطوة لتشجيع الاخرين من العرب الى المغامرة بالهجرة الى دول الغرب , لتفريغ بلداننا العربية من سكانها الاصليين واسكان مهاجرين من جنسيات اخرى محلهم . وهذا يعني تكفير العرب باوطانهم من ثم بقيمهم ومن ثم بمعتقداتهم , وهذا هو اخطر مخطط يحاك ضد العرب وضد قوميتهم العربية .