باسم الله والحمد لله.
العنوان:
إلى غيابك مع التحية// النص الأصلي ملتقى الأدباء والمبدعين العرب.*

من الوهلة الأولى التي تنظر فيها للعنوان تجد أن الكاتبة أحبت أن يكون لافتا
هل كان يصلح لقصة قصيرة؟ قد لا أجده يوحي بأكثر من رسالة أدبية وبالفعل قد أراها رسالة مبطنة فيما بعد
لكن المقدمة..
"ساعة الحائط صامتة وعقربها الصغير يقفز في مكانه
أناء الزهور ينفث الغبار وكأنه يسمع صوت نبض قلبي


وهو يهز المكان البارد الجدران باهتة اليوم وقد خلت من جرأة شفتيه"


المقدمة بما فيها لوصف المكان موفقة
لولا حشو لكلمات مثيرة، وإقحام قبلات ما !!!
وأكملتْ..



"وما أن نطقت تلك الشين حتى تبعثرت حواسي آآآآآه من وحدتي , تعد علي أنفاسي
وتلك النبضة الآتيه من تحت الفستان تمزقني ,"


لم أدر ما هي الشين؟! هنا هل كان لا بد من الآآآه الكبيرة وهل كان لا بد من تحت الفستان... لم لم تختر جملة ك من صدري .. من قلبي .. هذا التعبير الذي قصد به شد نوعية من القراء من ناحية، كلمات جريئة تهدف لحث أي قارئ للإكمال حتى النهاية من ناحية أخرى
كأني بالكاتبة تتطرق للملموس وتترك المحسوس
ربما يقول الكثيرين ببراءتها ولكن تحت الفستان تفاصيل كثيرة و قراءات كثيرة! وكان أسلم لو أختارت وصفا آخر


"أخذت رشفة من الفنجان الذهبي ولم ترحمني ذاكرتي
عادت بي إلى مشهد أصابعه وهي تقبض على طرف السيجارة
ينفثها في وجهي وغمازته تضحك,"


إلى الآن النص لا شيء سوى اللهفة واللهفة وبانتظار ما تقدمه القاصة العاشقة المجنونة
التي تذكرت حبيبها في لحظة ولهٍ ..وتستمر تذكر تفاصيل حبيبها الجسدية..


"أخذت رشفة من الفنجان الذهبي وعادت ذاكرتي
إلى أصابعه تقبض على طرف السيجارة ينفثها في وجهي وغمازته تضحك"


تصوير مشاهد ما يطغى على القصة أفلحت القاصة في التصوير الإغراء المزعوم,


"أين أنت أحمد وأي طريق نال من تراب قدميك!
خمسة أشهر والغياب يأكلني"
حشو لم يحتو سردا عن غيابه بل هي رسالة عارضة مقتحمة لجو النص هكذا رأيتها


"توقظني رائحة عطرك ويغيبني ملمس قميصك الوردي"
تعبير شهواني ليس له قيمة بلاغية أدبية كبيرة ولكن يثير شهية البعض!


"لأصحو على ظل بارد كئيب"


ما زالت القاصة تحاول عبر البرودة ان تستثير دفء عاطفة المتلقي لمن الظل على فكرة؟!


"..تلك الأصابع لم تعد ترويني.. رقيقة لا تستوعب قانون القبض
لا تعرف لذة السقوط جبرا على أرض ليست لك
وكل فواصلك تئن تحت ثقل الموج وطنين الغرق بين النبيذ والصدّ"
هل تتحدث القاصة عن شخص وشخص آخر؟؟عن عشيق وزوج مثلا! أم عن ظل هواجسها؟!
كان علي أن أقرأ الأسطر الفائتة مرارا و لم أستوعب
الزبدة إغراء القارئ وأشباع لهفته! التي جعلته يكمل إلى هذه اللحظة!


"أي جوع فتك بي اليوم؟
وتلك اللوحة المعلقة! تغدر بكل شاردة لا تأت بك"


في لحظات الشوق والإثارة لا شك وقاصتنا تتحدث عن النبيذ والصد يمكن كتابة الكثير
"أتذكر ذالك اليوم البعيد وأنت تعد تفاصيل النهار ليلتقط لك هذه الصورة
كنت عائدا للتو من البحر وآثار الرمل ترسم تفاصيل صدرك
وقبلات الشمس تبرزها قهرا ومكرا


وتلك التجعيدة الجذابة حول عينك تمسك بعروقي من الخصر
تديرني كيف شاءت ومتى شاءت"


الى هنا وما زالت قاصتنا تحلم بفارسها الفاتن ذو الملامح الجسدية القاهرة!!!
"آآآآه ثقيلة خرجت مع آخر رشفة
لم يوقفها سوى دقات الباب


لحظات فارغة مرت وحتى استوعبت أن بابي يُقرع


لم أفهم ما يحدث وحتى طارت الوسائد واختفت الجدران حولي
وجسد دافئ ممد
تغطيه أنفاس هادئة تتقاطع مع أنفاسي المتلعثمة , أحمد وتعيد الاسم وتقلبه أحمد ..,أ ح
حتى تبدد صرخة بغير وعي


كان عامل المصعد // يبتسم قربي ببلاهة ." انتهت
النهاية ظريفة نوعا لقصة لم تحمل إلا الشغف لا شك إن قرع الباب، النهوض بسرعة، عامل المصعد، أحداث كانت القصة بحاجتها لتنفذ من التكرار وملل القارئ بل لتقنعه بالقصة نفسها... امرأة تجلس بلهفة تنتظر من حقيقة لم ندرِ

اللغة النحوية جيدة، النص أمكن تقليصه لأقصوصة بدون لهفة لا تشبهها إلا جرأة هيفاء وهبي في عرض غنائي راقص لعرض مفاتنها والنتيجة هنا وهناك واحدة تصفيق الجمهور فهنيئا للاثنين.
المشهد أيقظ في ذاكرتي صور فيديو كليب، مشروع فيديو كليب يصلح لنانسي عجرم أو غيره
ينتهي بالمغنية في أحضان رجل لم يكن حتى عشيقها!
بين المقدمة والنهاية حشو لا يصلح لأحداث قصص وربما صلح للخاطر مع التنويه أن التغني
بالملامح الجسدية خاصية للذكور لا أراها تصلح للمرأة
قصة قدمت هياما ودي أن أغرق من جديد في حضنك وإلا سأرتمي في حضن عامل المصعد.


وعذرا إذا أثقلنا على القارئ.
2015/8/20
ــــــــــــــــــــــ
* تعذر نشر الموضوع في الملتقى المذكور بسبب مشاكل تقنية يمر بها المنتدى هذه الفترة ولذا تم نشره في هذه الزاوية.