(قتيبة حجازي)يعيش الشباب السوري في تركيا على مفترق طرق بين الهجرة أو البقاء والتفاعل مع مجتمع اللاجئين السوريين. وبعد مرحلة طويلة من استنزاف جهودهم، وجد بعض الشباب أن عملية بناء الإنسان السوري يجب أن تقوم من مبادرات فاعلة من أبناء الوطن.وبعد مضي خمس سنوات على دوامة العنف في سوريا، باتت الحاجة ملحّة لوجود فرق تطوعية تتجاوز هموم المساعدات الإنسانية لتستهدف الإنسان السوري وقضايا الدعم النفسي والاجتماعي وشؤون الثقافة السورية.فريق زين الشباب ..ضمن هذا المناخ من الرؤية في العمل التطوعي، بادرت مجموعة من الشباب السوريين، على اختلاف بيئاتهم وثقافتهم، لإنشاء فريق عمل تطوعي أطلقوا عليه "فريق زين الشباب"، يهدف إلى التعريف بالثقافة السورية ومحاولة تكريس المفاهيم الأساسية للهوية السورية بعد تعرضها لسلسلة من التشويه، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين السوريين.يتكون فريق "زين" من عدد المتطوعين الشباب من كافة المحافظات السورية، ويهدف إلى تسليط الضوء على القضايا التي تهم الشباب بمختلف المجالات الثقافية والفنية، ويقوم على تقديم الاستشارات على الصعيدين النفسي والمجتمعي وإعادة التأهيل والاندماج في المجتمع وتعميق الشعور بالانتماء الوطني لسورية.يتركز انتشار عمل الفريق في مدينة مرسين (جنوب تركيا) حيث كانت انطلاقته بإمكانيات فردية محدودة من قبل بعض الشباب. وإلى اللحظة لا يملك الفريق مقرا له ولنشاطاته ويتخذ من الحدائق العامة أو شاطئ البحر مكانا لاجتماعاته، أو بعض المقرات التابعة لجمعيات سورية متعاطفة.فكرة المشروع ونشاطاته ..تقول الدكتورة "زيناء أبو قيس ليلى" مؤسِسة الفريق: "السبب الرئيس لإطلاق هذه المبادرة هو الحاجة إلى أن نجتمع كسوريين. لم يكن هناك اهتمام بطاقات الشباب. ونحن نعتمد قاعدة أكاديمية في البناء، حيث قمنا بعملية دراسة احتياجات اللاجئين السورين وخصوصا لدى فئة الشباب خلال ثلاثة أشهر وأثناء الدراسة اكتشفنا ثغرات كبيرة منها غياب الشفافية والرأي الواحد والطاعة العمياء وقد أصبحت من المقدسات".يقوم المشروع على العمل الأكاديمي المتخصص والكوادر ذات الخبرة. فقد قدم الفريق خطة عمل مدعومة بخطة زمنية للعام الجاري تتمثل بعدة أهداف مختلفة بدءا بتقديم الدعمغا النفسي والاجتماعي والذي يتمثل بتقديم 2000 استشارة، وتقديم دورات عامة للحفاظ على اللغة العربية وترسيخها لدى الأطفال. وإلى اليوم تم تقديم أكثر من 300 استشارة اجتماعية لحل القضايا والمشكلات الحياتية اليومية عند اللاجئين السوريين.إضافة إلى ذلك، فقد تم تقديم أعمال فنية تستهدف المواطن والرأي التركي لتوضيح قضية السوريين والإشكاليات الكثيرة المتعلقة بوضعهم. فقد تم تقديم عرض مسرحي صامت أمام جمهور من الشعب التركي يوضح تفاصيل الحرب في سورية والعنف الممارس على المواطن السوري. وفي نهاية العرض تم توزيع الأزهار على الجمهور لتقديم صورة تليق بالشعب السوري الهادف لنيل حريته.آليات عمل الفريق ..يسعى الفريق من خلال التنسيق مع بعض الجمعيات التركية إلى تعليم القرآن واللغة العربية من خلال استهداف فئة الأطفال من عمر ثلاث سنوات، وهي فئة لم يسبقهم اليها أحد في استهدافها.وفي هذا ترى "د. زيناء" أن الفريق يركز بشكل خاص: "على المجال التربوي والتعليمي والمجال التنموي الذي يقوم بتربية العقل بشكل سليم لتقبل فكرة التعايش والاندماج وليس الانصهار لأن الشباب أصبحوا خارج حدود الوطن ينقلون الحضارة والثقافة السورية وهناك آليات يجب العمل بها ومنها الثورة على النفس والأطر المقولبة والمفاهيم الخاطئة التي تحد من فعالية الشباب".وفي ظل هذه الأهداف الكبرى والهامّة، لا يغفل فريق العمل على إدخال روح الفرح والسرور إلى قلوب المستضعفين ممن أجبرتهم الحروب على احتضان ألمهم بصمت في عالم لا يسمع فيه صوتهم.تقول "فاطمة الحمصي" وهي طالبة جامعية وعضوة في الفريق: "كان الهدف من انضمامي للفريق هو نشر مفهوم العمل التطوعي بين الشباب وتوضيح أن الإنسان بإمكانه نشر الفرح والخير بأية طريقة وطبعا تقديم الدعم بأشكاله كافة لشعب فقد الكثير حتى الأمل. وهدفي الاخر هو إظهار الصورة الحقيقة للشباب السوري القادر على عمل الكثير بالرغم من الظروف القاسية واظهار هذه الصورة للعالم".لفريق زين الشباب رؤيا عندما تنتهي الحرب في سوريا، إذ سيكون هناك كادر مدرب ذو خبرة بحيث أن كل عضو من أعضاء الفريق عندما يعود الى مدينته سيكون قائدا ورسولا يقدم رسالة الفريق باسم الوطن سوريا.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي