(( ثورة البوخابــــــــــــــــــــور ))

أراد الفرنسيون بسط نفوذهم على كافة المدن والأرياف والعشائر ومنها عشيرة البوخابور فسادت الفوضى وكثرت الغزوات وبدأ الفرنسيون بجمع الضرائب حيث ارسلو جباة الى كافة المناطق ولكن البوخابور رفضوا دفع الضرائب وأرادت الانتقام منهم فوصلت معلومات الى الفرنسيون بأن وجهاء البوخابوريريدون العبور الى الضفة اليسرى لنهر الفرات وفعلا كان ((حمود العلي الشيخ وعبدالله الأهلص وخزام العساف وعبيان الجنيد وهندي المحمد )) يريدون أن يعبروا النهر شمالا لأرضاء أمرأة متزوجة في قرية العبد وأهلها من عشيرة البوبدران فأمسكتهم الحكومة الفرنسية وأعتقلتهموذلك من أجل دفع الضرائب وأجبارهم على عدم ممانعة تقدم القوات الفرنسية .
وفي 19 /تشرين الأول /1920 قدم شيوخ العقيدات الى دير الزور للتفاوض مع الفرنسيين لكن الفرنسيين أعتقلوهم .
معركة الشروفية
ان البطولات الفردية والجماعية والعشائرية التي أبناء عشائر العقيدات وحلفائهم مثل عشيرة البوخابور العنزية وعشيرة البوليل الشمرية وباقي العشائر المتحالفة مع العقيدات الذين قدموا أرواحم دفاعا عن الوطن كقبيلة واحدة لأانها أول درس في البطولة والتضحية الذي لقنته عشائرنا للمستعمر الدخيل وهي بداية اطلاقة هذا لشعب في في وجه الاغي الذي كان يظن نه سيلافي الترحيب في بلادنا ولكنه عرف بعد ذلك بعدئذ في قرار نفسه أن اقامته لن تطول
بعد ن استقرت الحملة في دير الزور أرادت أن تتابع مسيرها بأتجاه الشرق في الشامية وأبلغت العناصر أن الحملة ستتابع طريقها شرقا [اتجاه البوخابور وجاء أحد العساكر من دير الزور الى مجلس وربعة ((عبد الشافي)) بدير الزور وقيل في ربعة ((محمد الحطاب ))ليودع اباه وكان الوجهاء من دير الزور يقيمون الربعات والقهوة والدواوين والطعام والضيافة في بيوتهم وقال أنه بلغنا أن نتجه بأتجاه البوخابور فسمع الحضور كلام العسكري وكان منهم ((حاج عقلة وقبلان المشهور ومحمد الحسن الحاسوب)) من البوخابور وقاموا من المجلس ليلا مع العلم أن التجول ممنوع في المدينة وأوصلهم محمد الحطاب اى النهر وأعطوهم (( تنكة )) للسباحة فسبح في النهر ((محمد الحسن ومحمد القبلان )) حتى وصلوا ألى بيت ((ابن كردوش )) شرق المدينة بحوالي 2 كم وخرجوا من النهر الى بيت ابن كردوش فوجدوا ((خلف المسمار ))وأعلموه بالخبر وقالوا له تخبر كل من تجده في الطريق ونحن ذاهبون الى البوعمر وانت تخبر الوحليحل ثم قام ((عرسان الياسين)) ينادي أهل قرى البوخابور ثم أتجه الى ضفة النهر ينادي أهل الجزيرة ((العنابزة )) ومجاوريهم للمساعدة وأتجه خلف لمسمار ال موحسن لأعلامهم بالحملة ووصل الى (( البودرباس )) فوجد عرس ((حسون المصطفى ))وقد بقي منالقليل من المشاركين في دبكة العرس وأعلمهم الخبر فركب (( سالم الدرويش )) وركب حصانه وأبلع بقيةأهل موحسن بالخبر فتجمع الناس من موحسن والعبد والطابية ليلا فوق تلة الشروفية وأشعلت النيران التي وصل لهيبها الى عنان السماء حيث كانت النساء تجمع الحطب وتزغرد وتبث الحماس في نفوس المقاتلين ووقفوا شرق الطعس على طريق المياذين ..
وتجمع ((العنابزة ))حيث عبروا النهر وأستقرا شمال الحملة بين الحملة والنهر وبدأ المقاتلون بحفر الخنادق وتمركزوا في منخفضات الجوالي (( أبط الجالي )) وكانت الذرة الصفراء والبيضاء خير ساتر للمقاتلين..
وقام كل من ((خلف الرسلي)) و((حمادي التايه العبدالله)) باستطلاع تواجد الحملة وبعد معرفة تواجدها عاد رجال الاستطلاع الى عشيرتهم وأخبروهم بمكان القوات وكانت القوات متناثرة في عدة أمكنة من دير الزور .
وبدأت المفاوضاتبين البوخابور والعنابزة ومن معهم مع الفرنسيين عند الفجر حيث أرسل البوخابور الى الفرنسيين المفاوض ((محمد القبلان)) والشاب ((علي الحسين الطه )) و((بلاط الغثيث ))من البوسرايا مقيم في موحسن يحملون الراية البيضاء وقابلوا قائد الحملة ((ريتشارد)) ويسمونه العرب ((ريشان)) وقالوا ماذاتريد منا فقال القائد الفرنسي أريد 1000بارودة و5000الاف ليرة ذهب عثمانية ورجع المفاوضون الى البوخابور ونقلو لهم هذا الطلب فقالوا ارجعوا اليه ويمهلنا أسبوع حتى نتدارس الأمر بيننا وعاد المفاوضون الى ريشان وأبلغوه الأمر فقال ريشان وهو يمتطي حصانه أبلغوا جماعتكم أنني أريد الجزية الأن من حارج الحصان لحافره وثناء هذه المفاوضات جاء (( لطفي الصياح )) ومعه (( محمد الناصر الخلف )) وصاح لطفي الصياح على جماعته
((لسعكم مخلينهم طيبين يا............)) فأطلق طلقته الأولى على الفرنسيين وبدأت المعركة بين البوخابور على الفرنسيين وأستشهد البطل المجاهد ((لطفي الصياح )) وأشتد أزيز الرصاص من كل جهة فالعنابزة من الشمال
((حويجة موحسن )) والبوخابور من الشرق وقتل 13 ضابط وجنود وقتل قائد الحملة ((ريتشارد )) وأستلم قيادة الحملة المنهزمة النائب ((مارسين )) وهرب على حصانه وذلك بتاريخ 10\9\1921وأتجهت بقايا قواتهم نحو الجنوب الى ((الشيحة )) وهي الأرض الواقعة بين الأرض الزراعية وتلال الظهرة ولاحقهم البوخابور والعنابزة مع البطين وتتابعت قوات المقاتليين وجائت مجموعة من من المقاتليين من الظهرة التلال المطلة على القوات وهزمت القوات المتمركزة في الشيحة وأغلب عناصرها من ((سنغاليين )) وأوصلوهم الى هرابش وأستشهد ((عبدالله الشحتير ))من العنابزة وأصيب ((جاسم الخليف )) من العنابزة في رجله وأتعب الجرح فقام بقطعها بالخنجر وكواها بالسمن العربي المغلي وبقي قطيع الساق بقية حياته الى أن توفي وحكم على (( أسمر النواف )) من العنابزة بالأعدام لأنه من المجاهدين وهو الذي أخد حصان قائد الحملة ((ريتشارد)) وسيق الى القوات الفرنسية عدرا من أحد أقاربه ولكنه نجى حيث هرب من السجن وطعن أيضا ((علوان البجري )) .
وتابع المجاهدين الأبطال من البوخابور والعنابزة القوات المنهزمة حتى هرابش وقطع الرصاص جديلة من شعر ((موسى المحمد الموسى )) من البوخابور وعندما وصلت الحملة الى مكان خرزجها أجتمع الأبطال عند ((السحل )) وهو وادي غرب محطة الأبقار حاليا يتفقدون بعضهم ويسعفون جرحاهم بطريقتهم البسيطة ويحملون شهدائهم يهتفون بالنصر وقد غنموا من الفرنسيين مدفعين ((مطر اللوز)) من مكان الحملة وبواريد وقام البوخابور بنصب المدفعين على تلة الشروفية وتسمى تلة ((قفطان )) في موحسن ولم يعرف أحد أستخدامها ألا المجاهد (( محمد الفلاح )) من البوخابور الذي خدم في الجيش العثماني وأخذا يرمون قذائف المدفعين باتجاه الحملةالمنهزمة في ((البطين )) وعلى كافة القوات الفرنسة المتواجدة من هرابش حتى الشروفية وهم يهجزن

الخابوري ماكبر باســــــــه حط الشروفية متراســــه
والطوبجي أمجحف راســه ومطر اللوز نجيبه ميـسر
يافرنساوي وين حـــــدودك تحاربنا من دون جدودك
ماشفت يوم أنا نحــــــــودك ونسير ضباط العســــــكر
وبني وايل دوم مونسين البر مسجين العدوان من المـــر

أما عن الخسائر البشرية البشرية والعتاد فكانت كثيرة في صفوف القوات الفرنسية والمرتزقة الذين كانومعهم من عرب وأجانب وتم أسر حوالي 15جندى فرنسي وأحدهم مغربي وأسمه (( شمس )) وأراد (( عربيد الشحتير )) من العنابزة قتل الأسرى أنتقاما لمقتل أخيه عبد الله ولكن الثوار لم يوافقوا وقيل أنهم أرسلوا مفاوضا الى قائد الحملة ((مارسين )) بدير الزور أن يتم تبادل الأسرى بين المعتقلين من وجهاء البوخابور والذي تكلمت عنهم سابقا مع أسرى الشروفية وتم التبادل عند ((الطحطوح )) .

وكن للنساء دورا عظيما في تشجيع المقاتلين ونقل الماء وتجهيز الطعام لهم وجرحت في المعركة (( فطيم الحسين العبدالله )) زوجة (( سالم العيد )) من البوخابور وجرحت ((لعبة العبدالله )) والدة الشيخ ((يونس العبد السلامة )) شيخ مشايخ البوخابور .


أرجوا من العزيز القدير أني قد وفقت بشرح تفاصيل المعركة وذكر أغلب أسماء المجاهدين والأبطال من البوخابور والعنابزة وأرجوا من جميع أحفاد وأبناء المقاوميين الأبطال الذين لم أذكر أسمائهم المعذرة فجل من لايخطئ