وفــــــــــــــــــــــــــاء
--------------------------------------------------------------------------------------------
طال انتظاري ، فلا طيفٌ ، ولا خبرُ
ولا سبيلٌ إلى رؤياكِ يُبتَكرُ

ولا رسولٌ يواسي فيضَ باصرتي
يجبُّ عنّا همومًا ليس تنحصرُ

وفاءُ : يا فلذة الأعماقِ ، يا عبَقًا
متى يُهفهفُ يفنى الحزنُ والعَبَرُ

رفقًا بقلبِ أبيكِ اليومَ ، أتعبهُ
طول البعاد ، وآه الصبر ، والحذرُ

ناشدتك اللهَ هل للوصل بارقة
فلست أدري متى يغتالنا العمُرُ ؟

أرنو السَّماء ومَن وافى رفارفها
عسى تمُنُّ ، فيأتي دارَكِ القمرُ

مبلِّغًا عن معاني الشوق ، ما برحت
تعنو إليك ، تناجي شعرَها الدُّرَرُ

وفاءُ : جار النَّوى ، والليل موحشةٌ
أنحاؤهُ ، وابتلانا النَّوح والكدرُ

بُنَيّتي – وافتقار المرء مرحمةٌ –
أتسمعين نشيج الصَّدر يستعرُ ؟

فيَمِّمي شطرَ أحلامي التي نزفتْ
من فرط ما تفتري الأبواقُ والهذرُ !

وسائلي عن بنات الفكر هل نضبت
شؤونها ، فشجوني ملؤها الفِكَرُ

عليك يا بهجتي حلوَ السَّلامِ وما
أهدى الشُّعور ، وما قد تبعث الصُّوَرُ

عسى يحين اللقا من بعد فرقتنا
وَيأذن الله ، يصفو ماؤها الغدُرُ

وتستعيد أماسي الودِّ رونقها
حيث الظلال التي تبكي وتفتخرُ

ولا أرى الغول باسم الدين يغدر بي
من ضفّتيه ، وينسى الأعيُنَ السَّهرُ
-----------------------------------------------------------------------------------------------



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي