لقصيدة

رمضان قالوا إن شهرك قد مضى
و أنا الذي في حسرتي أتململ

بالأمس زار هلال نورك قلبنا
بالله قل لي كيف أنت سترحل ؟

إني تذوقت الهناءة فيضها
في مهجتي بات النداء يهلل

من بعض حسنك صار كوني مزهرا
و الروح تعلو بالرجاء تكلل

كل العوائل في السحور تحلقوا
حول الموائد ناعس أو صاهلُ

حتى الزغابى يبتغون بصومهم
طهر السجية و المثوبة مأمل

كم قد جنينا من فيوضك فرحة
عند الأذان إلى الصلاة نهرول

ثم الطعام يجيئ من بعد الطوى
تسقى العطاش ومن فرات تنهل

بين المحاريب التي قد زينت
الناس تمضي من فجاج تُقبِل

كيف الرحيل و ذا الحنين يلفني
و الشوق يطويه الزمان و يُرسل

من سوف يأتي في المغيب لدارنا
يرجو العطية في حياء يسأل

أعطيه مما تشتهيه النفس كي
ألقاه يوما في الإمام مُسَجل

و أنا الذي يحتاج عفوك خالقي
في باب عطفك واقف أتسول

في ليلة معطاءَ قدْرٌ مرتجى
تسمو المطالب و الكتاب يُرَتَّل

حتى الملائك قد دنت و الروح من
عالي السماء إلى العباد تَنَزَّل

حتى المقادير التي قد سُطِّرَت
ألطاف ربي في الثنايا تَحْمِلُ

رمضانُ أخشى أن تكون مغادر
و الذنب يبقى فوق ظهري مثقل

تسري دموعي من وداعك حرقة
إن المُفارَقَ إن بكى ليجلجل

أحبيبُ أعلم أن نورك عائدٌ
لكن خوفي هل تُرى نتقابل

أم هل سيطوي الموتُ مني صفحة
تحت الثرى لا شيئ مني يُقبَل

تحت الجنادل و التراب معذبٌ
و جميع أمري بالذنوب مُكَبَّل

أنت الكريم ومن سواك مُخلِّصي
عند الخطوب إذا الخطوب تُزلزل

كيف الوفود إذا مضت من سعدها
بجميل عفوك أو قبول تَرفل

و بقيت أرنو خلفهم متحسراً
ماذا تُرى العبد الفقير سيفعل

رباه فاشهد أن عبدك تائب
يرجوك صفحا من عقابك واجل

فاقبل إلهي توبتي و امنن علي
من جاء حسناً بالظنون مؤملٌ

عبدٌ أناخ القلب في أعتاب من
جعل الصيام تعبداً يتوسل

تمضي الشهور إلى أوان تنقضي
و الله باقٍ في العلا يتفضل

ثم الصلاة على النبي و آله
نور الهداية في الفؤاد مُكَمَّلٌ .