وتأبى الحياة إلا أن تتم نورها
الشعب الفلسطيني لن يموت، سيبقى شوكة في حلق من سلب أرضه، وشرّده، ولاحقه في الشتات قتلاً وتفقيراً وتشريداً، ومنعه من نيل حقوقه المشروعة، وأولها حق العودة إلى فلسطين الجغرافية من البحر إلى النهر..
نقدّم الشهداء أرتالا، لكن الأرحام تواصل الولادة، وتخرج إلى الحياة جيلا وراء جيل يكرّس الوجود الفلسطيني نجمة مشعّة في سقف السماء، وعلامة باهرة على هذا الكوكب..
(ندى خالد شواهين)، الفلسطينية السورية، كانت تقيم مع أسرتها في مخيم اليرموك "حيّ العروبة"، عندما أقدم الوحوش، قتلة الحياة والنور على تهجيرها وأسرتها من بيتها، ومن مدرستها، ومن أشيائها، ومن المخيم مع من هجّروا، فاستقبلتهم دمشق العرين، فانتظمت طالبة في مدرسة "عبد القادر مبارك" الحكومية الرسمية.
هذه الصبيّة الطموحة، التي لم تستسلم للبؤس وشظف المعاناة، بل اجتهدت ذاتياً، لم تسعَ "لدروس خصوصية" ولا لمدرّسين متخصصين، تقدمت للامتحانات بجهدها وتصميمها، وحصلت على الدرجة الأولى على مستوى الجمهورية العربية السورية في الشهادة الثانوية، بتقدير امتياز، وبمجموع 2545 علامة من أصل 2745 علامة هي العلامة الكاملة..
مبروك لـ ندى شواهين، ومبروك لأسرتها، ومبروك لفلسطين وكل الشكر لسورية الحاضنة الأصيلة..
المجد لفلسطين وسورية، والنصر المؤزّر لفلسطين وسورية.