ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
الشهور الإثنا عشر كمثل أولاد يعقوب عليه السلام وشهر رمضان بين الشهور كيوسف بين إخوته فكما أن يوسف أحب الأولاد إلى يعقوب كذلك رمضان أحب الشهور إلى علام الغيوب
وإن كان في يوسف من الحلم والعفو ما غمر جفاهم حين قال { لا تثريب عليكم اليوم } فذلك شهر رمضان فيه من الرأفة والبركات والنعمة والخيرات والعتق من النار والغفران من الملك القهار ما يغلب جميع الشهور وما اكتسبنا فيها من الآثام والأوزار.
" ﺟﺎﺀ ﺇﺧﻮﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﺪ ﺍﻟﺨﻠﻞ ، ﻭﺇﺯﺍﺣﺔ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﻭﺯﻟﻞ .
ﻓﺄﺣﺴﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻹﻧﺰﺍﻝ ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ، ﻭﺑﻠﻐﻬﻢ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻵﻣﺎﻝ ، ﻭﺃﻃﻌﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻉ ، ﻭﺃﺫﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻔﺘﻴﺎﻧﻪ :
(( ﺍﺟﻌﻠﻮﺍ ﺑﻀﺎﻋﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ))، ﻓﺴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺧﻠﻞ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ .
ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺃﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻭﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺧﻠﻞ ﻭﺃﻱ ﺧﻠﻞ ،ﻭﺗﻘﺼﻴﺮ ﺃﻱ ﺗﻘﺼﻴﺮ ،ﻭﺗﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ .
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻧﺘﻼﻓﻰ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ، ﻭﻧﺼﻠﺢ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﺳﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ، ﻭﻳﺨﺘﻤﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﻧﻌﺘﺼﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ " .
🔸ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻋﻈﻴﻦ