دمعة أمي نزلتْ أحرقت جزء من كبدي... يا الله ، عزيزة عليّ دموعها أن تسقط بحرقة تكويني.
تساءلتُ أتراني أبكيتها مرة في الصبا وهي مهجة القلب!
إيه لكني أقف على عتبات رضاها في خريف عمرها، ما تريدين هو لك يا أمي.. أيان مفتاح رضاها بسمتي أدقُّ على باب صبرها
ـ أماه الفتنة مكيدة الزمن فلا يقعن ضعفك في تيار دموعك ولا تيأسي، على واحة الصبر لن تكوني عطشى لزمن طويل
أجابتني نبع الحنان: إذا أمد الله ما بي من عمر.
كل ذلك ولم نلتقِ سمعت صوت بكاءها وسمعت صوت أمنياتي
ـ كوني بخير فقط
لم تكن المرة الأولى التي تجهش فيها أمي وحاولت أن لا أجدد ذلك الرثاء في القلب لمن رحلوا في الحرب وتركونا
أعلم تماما إنهم سبقونا فحسب... سبقونا بكم؟؟؟ بيوم بشهر بعام بعقد لا أحد يدري
إنه شيء شاء الله أن يكون من دهرٍ.

دمعات أمي عقيق تدحرج من مقلتيها وقع في جب بحر الحزن فازدادت به ملوحة بحري فكتبت موجات أشجانها وأشجاني.
ـــــ
كانت أمي تبكي لافتقادها بيتها، بيتا تهدم بسبب الحرب،عاشت فيه شبابها وزهوة عمرها، وأفتقدت أبي رحمه الله.
ترك لها مالا.. لكنها وحيدة بلا بيت عج بذكرياتهما معا
تذكرت الآن عكازه ومصحفه، من أين لي بهما؟ من تحت ركام البنيان؟!.