عندما نسمع الولايات المتحدة تقول:"إن القضاء على داعش يتطلب مدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات" (!!)فإن الذين يفهمون اللَّكْنَة الأميركية، يدركون أنها تعني:"أن إحلال العرب السنة المعتدلين، محل داعش المتطرفة، في الحرب ضد النفوذ الإيراني في العراق، هو الذي يحتاج إلى مدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات، إذا تنازلت إيران عن فرض سياسة "شَيْعَنَة" العراق السياسية، من خلال القضاء على "دَعْشِنَة" نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى، وأن تنظيم "داعش" سيعيش مدة أطول بكل تأكيد، إذا صمَّمَت إيران على فرض سياسة "الشَّيْعَنَة" السياسية تلك" (!!)
ربما أن ما يحدث في العراق حاليا يؤكد ما ذهبنا إليه (!!)
فالحشد الشعبي يعلِّق عملياته في الأنبار، مثبتا أنه لا يتلقى الأوامر لا من الحكومة العراقية، ولا من الجيش العراقي، فهو يحارب وقت يشاء، ويتوقف عن القتال وقت يشاء، ولأنه لا يوجد جيش في العالم يقاتل وقت يشاء على وجه الحقيقة، فما لا شك فيه أن قيادة الحشد الشعبي التي توجه الأوامر بالقتال او بالتوقف عن القتال هي "إيران" في ضوء متطلبات مواجهتها ضد الولايات المتحدة في العراق (!!)
"حشد شعبي عراقي فعلا" (!!)
والولايات المتحدة تُصِرُّ على إعادة تأهيل وتدريب الجيش العراقي والعشائر العربية السنية في الأنبار، وتبدأ بالترتيب لإرسال 450 مدربا ومستشارا لافتتاح قاعدة عسكرية جديدة قرب الحبانية كوجبة أولى من العسكريين (!!)
"عرب سنة مناضلين عراقيين مستقلين فعلا" (!!)
وحرارة المعركة بين الإيرانيين والأميركان تزداد، ولا يبدو أن أيا من الدولتين تريد التنازل للأخرى (!!)
عراقيون كرماء فعلا، سيدفعون استحقاقات النزاع بين واشنطون وطهران، من حياتهم ودمائهم وبلادهم ومستقبلهم، فهم من اختار هذا المصير، ولن يدفع فواتيره عنهم أحد (!!)