على ذكر رمضان " قصة قصيرة "
------------------------------------
سحور ... سحور ... سحور ، ويخترق الصوت الرخيم فضاءات البراءة التي لم تكن تعرف حينها كنه النداء وما لفّه من إرهاصات عيون النقاء .
سحور ... سحور ... سحور
ساءلتُ أمي يومَها ، وعهدما كانت تهم بإعداد ما تيسّر من موائد غابر الزمن الجميل : ما هذا أماه ؟ فأجملت دون تفصيل لوحيدها الجوابَ الشافي !
سحور ... سحور ... سحور
حتى إذا طالت أيادي أدعياء لا دعاة الحضارة ، الخانعين الغافلين ، وهم يدورون يفرفرون ، على الأشلاء والأذقان يضحكون ، وإن هم إلا يخرصون ، إذا بي أرى المسحراتي الجديد يمتطي الطائرة كيما يوقظنا إلى بركة السحور بالبراميل المتفجّرة !!! .
سحور ... فطور ... سحور !!
هنا انتبهتُ من غفوتي متسائلاً :
وكيف يا ترى يجتمع الوقتان في نداءٍ واحد ؟!
فأين هي أمي كي تجيبني ؟
حتى إذا غادر المسحراتي الجديد أجواءَ الصَّائمين ، نظرتُ إلى ولدي الصغير ، وهو يغطّ في نومٍ عميقٍ ، وإذا به يعمل أصواتًا وحركاتٍ بيديه ( دِجْ ، دج دج / دم ، دم دم ) !!.

--------------------------------------------


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي