نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
من هو الشاعر الحقيقي..؟؟؟
سؤال مشروع اختلف حوله النقاد...وهو سهل منطقي...
ما جعلني أكتب هذا العنوان ..محاضرة حضرتها متشوقة لمحتواها.. لأجد خيبة تصيبيني بعد وصولي.. فأجدها خالية مما انتظرته ولم أجد...فقلت في نفسي.. هل فقدنا مسبار الشاعر الحقيقي فعلا؟ أم كل له مقاييسه العامة؟.
لكنني اجتهدت عبر هذا الموضوع ، فربما وضعت أول الخيط ونكثت وحسمت خلافا طال وقته بلا حل ولا رد مشبع...
********
الجمهور وتذوقه غالبا الحكم.. رغم أن هناك استثناءات عندما يكون المعروض غالبه سيئا فيستعصي الحكم..
لو بدأنا ببيت المتنبي:
ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي ** وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ
هل هذا غزل بحق رجل؟
وإذن فالتقدير يحسب على عدة مراحل:
-المحتوى
-السيرة الشخصية
-المبنى والمهارة
-هل الشهرة التي وصل إليها الشاعر يستحقها أم ألبست له ؟
من هنا يبدأ الحكم الحقيقي...
**********
بشكل عام عنوان عريض وبحث كبير، قد يجمع مالا تلتئم أطرافه وتتواءم..ولكن حسبنا خطوطا عريضة توضح الصورة، فلسنا بصدر بحث قد يكلف وقتا وخلافات أحرقت مجالس الشعر فيها، ولم تجد حسما ولا نفعا منها...
فلم نضيع الوقت من جديد؟
1-إنما حسبنا أفكارا نضيفها للفت النظر ومن اجتهد مشيرا لمقالنا ، فله الثناء والامتنان والثواب.
فالوقت ليس ميعة، لذا فالهدف أول من يرتبط بالشاعر الحقيقي، فكما تقول بعد قراءة روية ما:
-ماذا أراد منا المؤلف ان نفهم؟
سنقول ماذا يريد منا الشاعر؟
ويحرضنا هنا عنوان قيل في تلك المحاضرة الفاشلة حقيقة، حيث توقف المحاضر على دور الطائفية كثيرا ، حتى أضاع نصف الوقت.. بل أغلبه.
وحسبنا أن محورها كان هو!، أم منبوذ دون التوقف ، ولا حتى التعصب الذي كان في أيام أعياد الشعر محمودا، إنما هي البيئة
ولغة العصر، لذا ننتقل لمحور آخر رغم أهميته، ودون وضع أعذار لمن يضعها نصب عينيه معماة أو واضحة، تعصبا كان أم هدفا ناقص الجدوى...
فالوطن أسمى من شخص تمدحه كان من الوطن، إلا أن يكون قد أنجز ويستحق الإشارة له بالبنان..
فقد حضرنا تأبين باحث ما كان له من البحث سوى جهودا بسيطة، تعجبنا بعدها على أي أساس كان هذا؟.
و قياسا. فالشاعر هنا يقاس بالمنجز الفكري والبياني...قبل كل شيء..
*********
2-من جهة أخرى، الشاعر الحقيقي لا يحسب على جهة ما، فهو طائر حر ، لا يخدش أذن سامعية بشعر إباحي ولا قبيح الألفاظ هجاء لمن يخالفه، إنما يأتي ذمه بليغا عميق المعنى وافر الجدوى والفائدة...
وحتى يمكنه ان يعمل فيهم حس فك الرموز الذكية في التفسير ، لتكون أبياته مرمى الفكر على بساطة الفكرة:
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
امرؤ القيس
فحبيبته يراها من درعا وهي في المدينة، فكيف حصل له هذا؟ هل هو وهج الحبيب؟[1]
*********
3-وأما عن ثورة الخلافات بين النثر والشعر ، فيكفي ان نذكر موقفا جرى معي دون توضيح للأسماء:
فريق الموزون وفريق النثر الفني وتجاوزا قالوا قصيدة نثرية ، أستاذ الموزون فريق المنثور واستاذه للحضور في أمسيتنا لموقعنا فرسان الثقافة..
فحضر أهل الموزون.. وغاب المنثور.. وكانت أمسية موزونه بامتياز!!!
************
4-إن الشاعر الحقيقي، هو من تسمع حروفه الأولى فتقول نعم هذا هو الشاعر...
كمن يستمع لأغنية من مطربة لا تعرف عنها شيئا فتشعر أذنك فورا بحقيقة فنها، فإما أن تقول نعم هي مجيدة ، أو تقول:
فلتصمت فهي مؤدية...
والجمهور على علاته.. قد يملك رأيا يستحق التوقف، إن كان الجمهور هو الجمهور، أو ربما كان هناك أمرا ما لا نعرفه ساهم في التقييم...
وللحديث بقية الخميس 30-5-2015


[1] أدب .. امرؤ القيس : ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي