وفاة محمد الفيتوري (1936-2015)
اليوم 24/4/2015 توفي بمدينة الرباط المغربية الشاعر السوداني الدرعمي الكبير محمد مفتاح الفيتوري،
"الدرويش المتجول"، الذي اختص بالغناء لإفريقيا،
صاحب هذه الأغنية التي ضمنتها حواريتي "واعروض شعراه"،
أحضر بها أرواح المتحاورين:
في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
حدقت بلا رأس ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي وفنائي استغراق
مملوكك لكني سلطان العشاق
الذي كان أحد من نشروا مجاميعهم الشعرية الأولى وهم بأولى دار العلوم من جامعة القاهرة، وسطعت نجومهم، حتى انصرفوا بها عن إتمام الدراسة!
ولا أنسى كيف افتتن به الدراعيم قديما شعرا وإلقاء، ولاسيما ليلة قصيدته:
قف خشوعا واخفض الرأس فقد أشعل الموتى القناديل وقاموا
والذى تبصره عيناك في ذلك الدرب الرمادي زحام
والذى يسقط من أقدامهم هيكل رث البقايا وحطام
عادت المعجزة الكبري فللموت رغم الموت بدء وختام
فتعلم كيف تحيي أمة نسيت أن البطولات اقتحام
أن أرض الحر مهما استلبت أرضه فهي على الغير حرام (...)
التي تناقلوا صفتها وكأنهم بأغاني الأصفهاني لم يبرحوا!
أما أنا فشهدته في ثمانينيات القرن الميلادي العشرين، بإحدى أمسيات معرض القاهرة الكتابي الدولي الشعرية، عن يمين إحدى الأميرات المتشاعرات، يسقط عن كتفيها رداؤها فيسرع إليه يعيده، وفي شعره ما لو عرفته لأسرعت تمنعه، ولكنه دلال الإمارة المزيفة على الشعر الأصيل، أو لينه لها! وقاتل الله ابن يزيد أس الفساد بقوله:
لي المحض من ودهم ويغمرهم نائلي