جَرَتْ شؤونُكَ أنْ تشدو عنِ الطَّلَلِ


ما بالُ بالِكَ يهجونا بلا كلَلِ !؟



أنتَ الوسيمُ ، فلا غابتْ لنا مُقَلٌ

عن ناظريكَ ، وما أهدتْ منَ القُبَلِ



فامْنُنْ برِفْقٍ ، ولا تبْخَلْ فِداكَ أبي


فالعُمْـرُ يعْـزُبُ ، تبقى أعيُنُ الجُمَلِ



جَرَتْ زمانًا ، شـــــــــذيّاتٌ مواسمُها


فهلْ مَلَلْتَ السَّـنا ، أم بِتَّ في شُغُـلِ ؟



رَقيْتُ سَعْدَكَ إذ رقَّيْتَهُ جَلَدًا


تَجِلُّ عنْ وصـفهِ حَمَّالةُ العَسَــلِ



وعُدْتُ جَرْسَكَ محمولاً على شغفي


فما رأيتُ ســوى كاساتِ مُـبـتهـلِ



واليومَ تسألُني الغِزلانُ عن لُطُفٍ


أروى حِماهـا بثغـرٍ باسِـمِ الغَـزَلِ



فلو دلفتَ إلينا عائذًا أنِـفًـا


وارسُمْ حنانَيْكَ ، عُـدْ بي للصِّبا الثَّمِلِ



واجْزِ المُحبّين ، نَفِّسْ كَرْبَ ذائقةٍ


تاقـتْ إليك ، إلى أيّامِها الأُوَلِ



جَرَتْ وكم فَجَّرَتْ للفجرِ من لُغَةٍ


كالسَّلْسَبيلِ ، تضاهـــــي سالفَ المُــثُـلِ



ألْبَسْتَها سُنْدُسًا ، أَوْدَعْتَها حِكَمًا


والآنَ تزهو بها من تالـدِ الحُلَـلِ



والآن .. أنتَ لها الموهوبُ عاطفةً


تهمي سحائبُها للباسِـلِ البَطَـلِ



غَنَّتْ سوانحُهـا للوعْدِ مُقبلةً


للإلْفِ للودِّ للأجيالِ للعمَلِ



روحيّةً - شِئتَ - أو صوفيّةً سمَقتْ


كمالُها الواردُ النِسْبيُّ في الأَزلِ



جَلَّتْ مراسيمُها رِزْقًا وفلسفةً


أو بالحَقيقةِ حاكتْ صفْوةَ المِللِ



وهفهفتْ صُورٌ ، واستعذبت غُدُرٌ


ورَقَّ لي أثـرٌ من صادقِ السُّـبُلِ