وصية أمي (!!)
أوصتني فراشةٌ وعصفورةٌ وأُمي بأن أُحِب (!!)
ناجتني يمامةٌ وسحابةُ خَيْرٍ وأُمي كي أُحِب (!!)
طهَّرَتْني نغمةٌ وقافيةُ شِعرٍ ودمعُ أُمي لأُحِب (!!)
حذَّرتني نسمةٌ وبسمةُ طفلٍ وأُمي إِنْ لم أُحِب (!!)
غسَّلَتْني الريحُ وناداني نبضُ أمي: ألا فلْتُحِب (!!)
لبيتُ النِّدا، ونفَّذْتُ الوَصى، وعشْت عمري أُحِب (!!)
وأيقنت بعد كلِّ جولاتِ عِشْقي أني ذرَّةٌ في مَهَبِّ ما أُحِب (!!)
تنقلُها الريحُ من فضاً إلى فضاً في سما العمر المُحِب (!!)
فكان الله مَرْساها،
وكانت أُمي فوحٌ من طيبِ ذكراها،
أما عِشْقُ امرأةٍ لوَّعَت قلبي فحاباها،
وقبَّل عِطْرَها، ثم لدفءِ الهوى ناداها،
فكانَ مسامَ وطنٍ، دَثَّرَه الله ورعته من أمي حناياها،
سقيْتُ به عَطَشي، وأرويْتُ بعضا من ظَماها (!!)