حرب الأَبالِسَة وظاهرة القمص زكريا بطرس وداعش

رسالة إلى فضيلة الشيخ محمد عبد الملك الزغبي


بسم الله الرحمن الرحيم

إلى فضيلة الشيخ محمد عبد الملك الزغبي المحترم

السلام عليكم ورحمة الله

تحية طيبة

أما بعد :

يداية أود التعريف بنفسي أنا منير مزيد شاعر وروائي ومترجم عربي من فلسطين ومقيم في رومانيا ، درست في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، أكتب في مجال الشعر والرواية والقصة القصيرة والأبحاث الأدبية باللغة الإنكليزية والعربية .

لقد تابعت كلّ ردود فضيلتكم على القمص زكريا بطرس ، وأود أن أعبر لكم عن اِعْتِزازي بفضيلتكم ، وأحمد الله حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً لأن في الإسلام رجال مثل فضيلتكم.

حالياً أقوم بكتابة كتاب بعنوان "حرب الأَبالِسَة وظاهرة القمص زكريا بطرس وداعش" وهذا الكتاب بحث مفصل حول حقيقة ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي ، لا أريد اعطاء التفاصيل عن مواضيع الكتاب إلا بعد طباعته ونشره ، لكن أستطيع القول إن هناك مخطط شيطاني رهيب وهو احراق الشرق الأوسط ، وحرب قذرة على الإسلام والمسلمين.

المهم ،لا أخفي أنه قد انتابني غَضَب شَديد حول هلوسات قناة الحياة الإرهابية و هذا قَرَّرْتُ تكريس حياتي لقيادة حرب فكرية للرد على كلّ هَلوَساتهم الإرهابية وعلى كلّ الافتراءات المتعلقة بجوهر الإسلام وتاريخه ، والمتعلقة أيضاً بالإساءة للرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه ولسيرته النبوية العطرة لكن من خلال متابعة الافتراءات والشبهات التي يروج لها العاملون في قناة الحياة الإرهابية ومن خلال البحث والقراءة والتحليل وجمع كلّ قطع الفسيفساء بعضها ببعض تشكلت أمامي الصورة كاملة لحقيقة مشروع قناة الحياة الإرهابية وظاهرة القمص زكريا بطرس وغيره من أعداء الإسلام ، وأعداء الإنسانية الذين يسعون إلى إِشْعال حرب كونية شاملة في العالم.

كيفية التعامل أو الرد على القمص زكريا بطرس وأمثاله

علينا أن ندرك أن الغرب يرى أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يحمل ثقافة منافسة ومؤثرة وقادرة على اكْتِسَاح قلوب البشر، فلهذا يسعى ويخطط إلى تشويه روح الإسلام من أجل الحد من اِنتِشاره ، وعلينا أن ندرك أيضاً أن العالم الإسلامي يمتلك كلّ القدرات والطاقات لضبط بوصلة العالم والقادر على تحديد مسار البشرية نحو الحرب الكونية التي يخطط لها الأَبالِسَة وأَبناء الشياطين والساقطين والمارقين أو نحو السلام والإخاء.

لهذا فأن أمام المسلمين عدة خيارات في التعامل والرد على القمص زكريا بطرس وأمثاله من الأَبالِسَة وأَبناء الشياطين والساقطين والمارقين أهمها:

1- التحول من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم من خلال القيام بالطعن في الأديان وفي مصدقيتها وفي صحتها وازدراء معتقداتها وأنا أرى هذا العمل استفزازياً يضع الإسلام في مجابهة مع أتباع الديانات الآخرى وبالتالي هذا ما يريده الأَبالِسَة وأَبناء الشياطين ويخدم أجندنهم السوداء. فالإسلام أصلا يأمر بمعاملة أتباع الديانات الأخرى بالإنصاف والعدالة و التسامح والإخاء الإنساني ، والاعتراف بالآخر واحترامه، بغض النظر عن انتمائه الديني والعرقي .
2- العمل بلا كَلَل على إِظْهار جوهر الإسلام وروحه ، والمحافظة على صورة التسامح والاعتدال والمساواة والإخاء الإنساني التي ينادي بها الإسلام في مواجهة تطرّف العالم ، وهذا ما أسعى إلى تناوله في كتابي الأول بعنوان الله والإنسان وفيه أتناول مَوْضُوعَ الْمَكَانَةِ الْمَرْمُوقَةِ الَّتي يَحْظَى بِهَا الإنْسَانُ فِي سُلَّمِ التَّفَاضُلِ القَيِّمي لِلْمَخْلُوقاتِ، أَسْبَابهَا وَمَسْؤُولِيَّتهَاز فَتِلكَ الْمَكَانَةُ تُعْتَبِرُ تَكْريماً وَتَشْرِيفاً وَتَفْضِيلاً إلَهِيّاً لِلإنْسَانِ، وَإِظْهاراً لِمَوْقِعه وَدَوْرهِ وَمَسْؤُولِيَّتهِ فِي الْمَنْظُومَةِ الكَوْنيّةِ، وَمَنْزِلَتهِ بَيْنَ الْمَوْجُودَات ، فلا خلاص للبشرية من الآلام، من الحُزْن وَالأَسى، ومن المعاناة إلّا بالعودة إلى القيم والمثل الإنسانية العليا من خلال التمسك بمفهوم مكارم الأخلاق وبالأفكار الحرة والنبيلة التي نادى بها الإسلام الحنيف ، وبالعودة إلى الايمان بالله، فالإيمَانُ باللهِ هُوَ سُلُوكٌ فطري، والأهم هو تحرير الله من خلال تحرير الإنسان مِنْ كُلِّ أَنْوَاع العُبُودِيَّةِ وَمِنْ كُلِّ أَنْوَاع الاسْتِلاب الفِكْرِي . وهذا الكتاب سيكون إن شاء الله باللغتين العربية والإنجليزية .
3- رفض العنف صراحة ونبذ كل خطاب ينطوي على الكراهية وعلى الشحن الطائفي، التصدي لظاهرة التعصب والتطرف الديني ، ولظاهرة القتل والاغتيال السياسي والفكري والعقائدي، ولظاهرة الانغلاق على الذات والتنرجس العُنْصُرِيّ ، ولظاهرة التكفير المنفَلِت، ولظاهرة التخوين، ولظاهرة الفساد .
4- هناك خيارات كثيرة ومتنوعة وعميقة لا داعي لذكرها في هذه الرسالة لكن سوف أناقش كل تلك الخيارات بالتفصيل في كتابي "حرب الأَبالِسَة وظاهرة القمص زكريا بطرس وداعش"

فضيلة الشيخ محمد عبد الملك الزغبي

أود أن أعلم فضيلتكم ، أنا مطلع بشكل واسع بالأديان: الإسلام ، المسيحية، الهندوسية، اليهودية، البوذية، الزرادشتية، والطاوية، وحركة العصر الجديد التي تعد الأكثر انتشارا في العالم ، فهي حركة نشأت في النصف الثاني من القرن العشرين وتحتل الآن المركز الثالث بعد المسيحية والإسلام ويتوقع أن تحتل المركز الأول مع النصف الثاني من القرن الواحد عشرين ، بالإضافة إلى اطِّلاعي بشكل واسع أيضاً على الأساطير اليونانية ، الرومانية ، والأساطير الكنعانية والفينقية والبابلية ، وأساطير المايا والأزتيك.
لهذا أنا مستعد للتطوع من أجل خدمة الإسلام ومن أجل الرد والتعامل مع كلّ من يحاول تشويه تاريخ الإسلام أو الإساءة للرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه ولسيرته النبوية العطرة ، أو محاولة محاصرة الإسلام بالافتراءات والشبهات من أجل التشكيك في صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وفي مصدرية القرآن الكريم.

وتفضلوا بقبول فائق التقدير والإحترام

منير مزيد