لا مكان لغيرك ... !
أأذكر من لا غاب في النوم عن رمش
وقد أشعل النيران والحزن في قشّي
وأصبح في نبضي يسافر وحده
وفي الخطو عند الفجر يا قلبُ إذ أمشي
فهلّا سوى عينيك تروي صبابتي
غدا القلب مأسورا كما الفرخ في العش
سواك غدا طينا وأنت من الشذا
فأنتِ مليك قد تسامى على العرش
وأنت لشعري نبع حبٍّ جماله
إذا ما بدا للعين من ومضه يُعشي
أغار على عينيك من نظرتي إذا
تَبَدّى لظبي البيد في جوعه وحشي !!
فكيف ترانا نتقن الفهم إنني
قرأتُ على حفص وأنت على ورش
فلا تبخلي إني تفدّيك أعيني
ومن يبذل العينين ما شحّ بالقرش
وغيري كما الأفعى وإن لان ملمس
متى غفلت عيناك قد جاد بالنهش
وأني أغار الصبح إن مس وجهها
شعاعٌ وباسَ الخدَّ أنوارُها تُغْشي
وإنّك عِرضي كيف قلبي يخون مَنْ
غدت نور عيني أو لها سرَّها يُفشي
غرامًا أخافُ الناسَ تكشف سره
فيحمّر خدّاها وتشكوك للدّعش
نقشت على قلبي رموش عيونها
فألقت سماواتي السحاب على نقشي
بيان حروفي كلّه من سحابها
أأهدم صرح الحب بالحَفْر والنبش
فما الحب مولاتي بغيرك يرتوي
وحب نخيل الرمل طهر بلا فـُحش
حلفتُ ولم أحنث بأنّي أصونها
وأحفظها في القلب والعين والرمش
أرى فيك إذ تبدين عزّة باشق
إذا حام خافته العظام من الرقش
لعمرك إن الموت أشهى عذوبة
على القلب من غدر الحبيبة والغـِّشّ
إذا مت غيظا من قساوة قلب مَن
عشقتُ فرشّوا من شذاها على نعشي
إذا كنت هندا إنَّني صنو حمزةٍ
فقولي له يرمي بحربته وحشي !!