أخطاء شائعة تفسد المعنى ..

--------------------------------------------------------------------------------

1- النسب إلى اللغة :

يخطئ بعض المتكلمين حين ينسب إلى «اللُّغة» فيقول : «فلان لَغَوِيّ»، و «اللَّغويون يهتمون بكذا»، و «العلوم اللَّغوية».

وهذا نطق خاطئ يفسد المعنى؛ وإليك التفصيل:

أ - «لُغََوِيّ» بضم اللام منسوب إلى «اللُّغة» وهي ألفاظ يعبر بها أناس معينون عن أفكارهم.

ب - «لَغَوِيّ» بفتح اللام منسوب إلى «اللَّغا» وهو ما لا فائدة منه، أو الكلام الفاحش.



فالأصل في النسب هو بقاء الحركات دون تغيير «لُغَة = لُغَوي»؛ فيُلحظ أن حركتي اللام والغين لم تتغير في الصيغتين.

وكذا «لَغَا = لَغَوِيّ» يُلحظ أن حركتي اللام والغين لم تتغير.

والخلاصة:

أ - إذا أردت النسب إلى «اللُّغة» فقل : «لُغَوِيّ».

ب - إذا أردت النسب إلى «اللَّغو» فقل : «لَغَوِيّ».

نسأل الله أن نكون لُغَوِيّين، وألا نكون لَغَوِيّين.



2- التاريخ والتأريخ :


يغلب استخدام «تاريخ» بلا همز، ويندر أنْ تقرأ «تأريخ» بالهمز، وهذا راجع إلى أن «تاريخ» ليست خطأ؛ بل هي عربية صحيحة؛ لكنّ بعض الكتّاب يخلط بين اللغات.

فمثلا الأسماء الستة تعرب رفعًا بالواو، ونصبًا بالألف، وجرًّا بالياء. ومن العرب من يلزم «أبو»، و «أخو»، و«حمو» الألف رفعًا، ونصبًا، وجرًّا؛ فيقول :

أ - «هذا أبا ناصر».

ب - «سلمت على أبا ناصر».

ج- «أكرمت أبا ناصر».

وهذه لغة عربية صحيحة؛ لكنّها ليست فصيحة. وعلى المرء ألا يستخدم هذه اللغة تبعا لهواه، فمرة يستخدمها ومرة يتركها؛ لأنّ هذا يوقع في اللبس.

هذه مقدمة لاستخدام اللغات وعدم الخلط بينها في التركيب النحوي.

وإليك التفصيل لمعرفة الاعتراض على استخدام «تاريخ» :

كلمة «تاريخ» مصدر؛ فعلها الماضي «أرَّخ»، والمضارع «يُؤرِّخ»، واسم الفاعل «مُؤرِّخ»، واسم المفعول «مُؤرَّخ».

فتلحظ الهمزة في تصريفات الكلمة؛ لكنها زالت في المصدر، وكان الأصل «تأريخ» فخففت الهمزة فصارت «تاريخ» وهذا أمر جائز.

* ما الاعتراض في استخدام كلمة «تاريخ»؟

الاعتراض هو أن بعض الكتّاب يستخدم المصدر بلا همز «تاريخ» ثم يستخدم بقية الكلمات المماثلة بالهمزة مثل : «التأمين»، و«التأجيل»، و«التأصيل»، و«التأديب»،

ولا تسمعه يقول : : «التامين»، و«التاجيل»، و«التاصيل»، و«التاديب».

وتراه يتعجب ممن يكتبها بلا همز.

ولا يخفّف الهمزة في التصريفات الأخرى «مورخة، مورِّخ، مورَّخ».

وهذا خلط، فإذا كان يرى تخفيف الهمزة في «تاريخ» فعليه أن يطبق القاعدة على بقية الكلمات.

فالخلاصة :

قل : «تأريخ اليوم» إذا كنت ستهمز في الكلمات المماثلة «أرخ - يؤرخ - مؤرخ»، وقل «تاريخ» إذا كنت ستترك الهمز في الكلمات المماثلة «ورخ- يورخ - مورخ».


3- تم :

يستخدم بعض الكتّاب (الفعل المساعد «تم» + مصدر الفعل المراد ذكره) نحو : «تمت دراسة المعاملة»، أو «جرت دراسة الموضوع»، و «أخبرت المدير بما تم التوصل إليه»، و «تمت مخاطبة الجهة الفلانية »، و«تمت معالجة القضية ».

وهذا أسلوب دخيل على العربية يعتمد على إدراج فعل مساعد للوصول إلى الفعل المراد ذكره. وظني أنّ منشأ الخطأ يرجع إلى التأثر باللغة الإنجليزية حيث يذكر الفعل المساعد نحو :

1 - (تمت دراسة المعاملة = it has been discussed).

2 - ( تم التوصل إلى ... = … has been reached).

والاعتراض هو : أنه ليس هناك فعل مساعد في اللغة العربية، بل يُتَعامل مع الفعل مباشرة، وإن كان الفاعل مجهولاً أو لا يراد ذكره فيُستخدم (1) الفعل المبني للمجهول.

1 - فتقول في : «اجتمعت اللجنة يوم السبت وتمت دراسة المعاملة» : «اجتمعت اللجنة يوم السبت ودَرَسَت المعاملة»، أو «اجتمعت اللجنة يوم السبت ودُرِسَت المعاملة».

2 - وتقول في : «أخبرت المدير بما تم التوصل إليه» : «أخبرت المدير بما تُوُصِّل إليه»، أو «أخبرت المدير بما توصلت إليه اللجنة».

3 - وفي : «تمت مخاطبة الجهة الفلانية » : «خوطبت الجهة الفلانية»، أو «خاطبت اللجنة الجهة الفلانية».

4 - وفي : «تمت معالجة القضية» : «عولجت القضية»، أو «عالجت اللجنة القضية».

فليست هناك حاجة إلى الفعل «تم» للوصول إلى الفعل المراد ذكره. وهذا يعد من الحشو الذي لا فائدة منه.
اسواق المربد