نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نحن ودائرة الأنا...

يبدأ الحلم بالأنا...وتنتهي الحياة بالأنا... وبين الأنا و الأنا أنا أخرى....
فأنا مخلص...ووفي.. أنا أعوض من احب النقص الذي يعانيه...فأنا لا أتركه لمن لا يقدر...
فأنا لن أبرح المكان...فقد قمت بكذا وكذا.. وفعلت هذا وذاك.. وسيرتي الذاتية مليئة بالإنجاز...ولن أقدم خدماتي لمن لا يقدر..
ونزهة الأنا ترحل لمكان آخر.. لتقدم الأنا من جديد بأناه الجديدة...
**********
نعم هذا لا يمنع من أننا مخلصون.. ومجدون...وهدفنا نبيل ومثالي...لكن هناك مساحة شاسعة ما بين ان يتحدث عنا بعضهم بالخير وبين أن نتحدث عن أنفسنا...بأنفسنا...
ربما هذه مثالية ما عادت موجوده في عصر الأنانية المبطنة والمسرفة في الظهور بزي الكمال الخرافي...لكنها مازالت تعيش وسطنا وفي حمانا وفي جوارحنا...
إنها شركة اتصالات خاصة فردية تصل جسورها إلى حيث حط النسر وفرخ.. صغارا يأكلون بعضهم...بعضا..
*********
ولعل أول خطوة لخسران المحبين هي هذه الأنا.. فبقدر مهارتك في جمعهم ..تستطيع جعل انصرافهم محزن أيضا...
شتان ما بين شرح تفاصيل تفيد الآخر، كإنجاز عام لإرشاد غيرك لطريقك الموفق فتساعده، وبين التشدق بمديح النفس...بلا ادنى تحرك إيجابي.. أو بدء وتوقف...
يصعب الحديث عن الأنا وهي المنتشرة بقوة في ثنايا شخوصنا المتعبة...
*******
الانا هي الدينامو وهي المحرك الاساسي في حياتنا.. وهي المحطم والمخرب معا...هو حديث الموسم وحكاية العصر...
***********
وبينما تنصت لمن هو أمامك.. تسري عنه وتتفهم ما هو بحاجة له بإيجابية تجعل يمدحك دون ان تطلب...وبينما تحاول لفت الأنظار لتفوقك عليه...
*******
صاحب الأنا يعتبر: العتاب إهانة، والنقد تجريح، والغياب هروب، والصمت تجاهل، إنه ضعيف، إنه متهدم من الداخل.
والإنسان الغيري هو الأقوى، لأن العطاء قوة وثقة بالله، والأنا خوف من المستقبل، والغيري رفقه حلم، وصبره سعة أفق، ونصحه محبة.
إن الأنا أصل الحروب والخراب...مصدر التراجع والانهزام...
وإن موسم الحصاد هو الحكم الذي يجعلك تفهم إن كان محصولك وفيرا حيا مفيدا عاما ومشرع الابواب لينا مرنا ..وبين أن تحظى وحدك به بتفرد ماله نظير وللحكاية بداية ونهاية نحكي تتمتها لاحقا.
د. ريمه الخاني
الخميس

26-2-2015