في فجر هذا اليوم تعلمت الكثير .
ما إن ارتفع صوت المؤذن بالأذان علا صوت كلب بالنباح، كلب يبدو أن بعض جيراننا الأباعد اجتلبه لبعض شأنه.
على ما يظهر أن صوت الحق الهاتك ستر الظلمة أزعجه فانطلقت عقيرته بنباح شنيع.
كان الأذان واحداً ، فتقوّى الكلب بانفراده واشتد في عوائه.
فلما برزت أصوات المآذن الأخرى واحدة تتلو واحدة، بدأ يستشعر الهزيمة ، لكنه لم يسلم مطلقاً، بل راح يخفض عواءه.
ثم شيئاً فشيئاً ، غاب صوته في جوف العتمة بين التكبيرات السامية نحو العلياء.