بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصحاب الرسول رضي الله عنهم
حُبُّهُم إيمان
حُبُّهُم إيمان تاريخ النشر:29 صفر 1436
صحابة النبي صلّى الله عليه وسلم هم خير الناس بعد النبي عليه الصلاة والسلام وخير أتباع الرسل على الإطلاق، زكَّاهم الله تعالى في كتابه فقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100]، ومدحهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: «خيرُ النَّاسِ قرني...» (متفق عليه). بذلوا الأرواح والمهج للذب عن دين الله ورسوله فاستحقوا أعالي الجنان بصحبة النبي العدنان؛ فهم:
أهلُ العبادةِ إن رأيتَ صلاتَهُمْ *** بالليلِ تَذْرِفُ مِنْهُمُ العينانِ
أهلُ الفضائِلِ والشَّمائِلِ والنُّهى *** أهلُ المكارِمِ والتُّقى والشَّانِ
أهلُ الحفاوةِ والنَّقاوةِ والرِّضا *** أهلُ المحبَّةِ والوِدادِ الثَّاني
أهلُ التَّكاتفِ والتَّعاونِ والإخا *** أهلُ التَّناصرِ في رضى الرَّحمنِ
والصحابة هم كل من "من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على الإسلام، ولو تخلل ذلك ردة على الأصح" (النخبة لابن حجر). وفضلهم من الدين معلوم، ومكانتهم لا يقدح فيها إلا كل رافضي مذموم؛ فهم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وعزروه، وهاجروا معه وآووه، وقاتلوا معه ونصروه، ونقلوا لنا الدين وحفظوه.
وواجبنا –نحن المسلمين أهل السنة والجماعة- أن:
- نحب الصحابة جميعهم بلا استثناء؛ فلا يكمل إيمان المرء إلا بحبهم؛ فحبهم إيمان وبُغضهم نفاق. ونحن نتقرَّب إلى الله سبحانه وتعالى بحُبِّهم. قال صلى الله عليه وسلم: «الأنصارُ لا يحبُّهم إلَّا مؤمنٌ، ولا يبغضُهم إلَّا منافقٌ، فمن أحبَّهم أحبَّهُ اللَّهُ، ومن أبغضَهم أبغضَهُ اللَّه» (متفق عليه).
- الحذر من سبِّ الصحابة أو اتهامهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» (متفق عليه)، وعن الإمام أحمد قال: "إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم بسوء، فاتَهِمْهُ على الإسلام ".
- التيقن من عدالتهم وصدقهم وأن الله سبحانه وتعالى قد حفظ الدين بهم، وأنهم أمنة لهذه الأمة كما قال صلى الله عليه وسلم: «النجومُ أمَنَةٌ للسماءِ، فإذا ذهبتِ النجومُ أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمنةً لأصحابي، فإذا ذهبتْ أتى أصحابي ما يوعدون. وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون» (مسلم).
- الإعراض عمَّا وقع بينهم، وإمساك اللسان عن الخوض فيما شجر بينهم، وعدم التطرق لذلك؛ كما فعل الإمام أحمد حينما جاءه ذلك السائل يسأله عما جرى بين علي ومعاوية، فأعرض الإمام عنه، فقيل له: يا أبا عبد الله! هو رجل من بني هاشم، فأقبل عليه فقال: "اقرأ: {تِلْكَ أُمّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة:134]".
- الدعاء لهم والترضي عنهم ونبذ شعور الغل نحوهم؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].
- السير على جادتهم والاقتداء بهم، كما أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: «عليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ من بعدي عَضُّوا عليْها بالنَّواجذِ» (صححه الألباني).
رضي الله عنهم وأرضاهم وجمعنا بهم في جنات النعيم.