اللغة المصطلحية في نص الاستاذ هاني فحص


قلما تجد نقدا لنص خارج سرب الشعر والسرد وخلافه...لكن أسلوبا ما لافت يجعلك تقدم له وتبرز نواح موفقة قدمت جديدا في هذا المجال.
العولمة والدين ,عبارة عن دراسة تتألف من 6 اوراق من مجلة العربي العدد 672 محرم 1436 هـ دراسة قدمت جديدا بلغة مصطلحية غير معماه، بل كانت جديرة بالتوقف
حيث اننا بتنا ندخل عباب المصطلح لنخرج مكنونه ومايملك من إمكانات ضخمة في تجديد النص ومعالجة القضايا الهامة,بطريقة تمهد للحل حقيقة، بحث يتوقف التأويل المنحرف، لتتوضح العبارات المصطلحية اتلي تختصر عبارات طوالا وتضعك على محك الحل رغما عنك.
نجتزءفقرات مما ورد لنتعرف على جوانب منه:
يبدأ نصه بنقد حرية التأويل المنفتحة على اجتهادات بلا قاعدة معرفية ثابتة فيقول:
هناك ثابتة مقيمة في الفكر الديني الشمولي ، الذي تأتيه الشمولية من فيروس معرفي لايفرق بين الديني والعلماني.. ومن هذا الفكر الديني الشمولي ، وفي طليعته
الآن الشمولية الإسلامية على اختلاف إيقاعاتها وإعاقاتها ، هذه الثابتة هي الثنائية الفصالية بين الدين والعلمأو بين الدين والعقل، أو بين المعرفة الدينية بالدين والدنيا
وبين المعرفة العلمية أو العقلية بالدين والدنيا...الخ..
من هنا جاء ذلك الانشغال أو الاشتغال الدائم والمتوتر على إبطال العلم بالدين، أي إبطال الدين بالدين في المحصلة، كلما نجد متحوا علمي ساطع، أو ظهر لأنه يكون قد تراكم في مدى زمني طويل من دون أن يراه البعض لأنهم لايريدون أن يروه، حتى إذا ماسطع أداروا له ظهورهم والرؤوس فلم روا،
أو حدقوا فيه كما يحدق الآتي من سبات كهفي طويل وعميق في قرص الشمس فتغشيه.
وتبلغ هذه الثابتة أقصى تجلياتها، عندما يتحول المنجز العلمي المتولد من المتحول إلى واقعات مشهودة ومعيشة وداخله في أنظمة الحياة العلمية والعملية والعلائقية، حياة الناس أجمعين، ومنهم المسلمون، من دون فرق بين إسلامي وإسلاموي، أو بين سلفي فكروي وسلفي جهادي، أوحداثوي متسرع
وحداثوي متأنٍ ليأخذ الانشغال والاشتغال الذي ذكرنا ، منحى الاستهتار إلى منحى الاجتهاد، بمعنى بذل الجهد في الحيز العضلي من العقل المصدوم، لإثبات عدم المنافاة بين العلم والدين.
********
الى آخر المقال والذي يأخذك في تعرية الحقائق بلغة جزلة واضحة للجمع بين التجديد في لغة الطرح والفكرة التي جمع لها كثيرا من الحقائق منها بطلان جمع العهد القديم والجديد إنما هي خدعة عولمية تمتص النقمة على اليهود وتميع مفهوم الدين الحقيقي لتحدث فيه ثقبا منفتح على اللادين..وهذا سر السيطرة.
*********
حبذا لو ينتهج الكاتب هذا النهج كسلسلة معرفية تكسف وتميط اللثام على حقائق باتت تحتاج أسلوبا جديدا لتجد آذانا صاغية، وطريقة مقنعة متجددة، وهي تقترب قليلا من منهج الباحث مصطفى إنشاصي مع فارق الأسلوب وطريقة الدخول للموضوع والخروج منه.
لكن موضوعات كهذه تحتاج لمراجع بشكل واضح أغفل وضع مصدرها للاهمية ، وهذا يؤخذ على الكاتب هنا، لتحقيق الموثوقية الضرورية في مواضيع كهذه.
فكم نحن بحاجة لهذا النمط الذي يجدد روح القلم .
******
سنصور النص للأهمية ونبين أننا بحاجة لهذا النمط الحداثي العميق في الكتابة.
ريمه الخاني
28-12-2014