أخي الأستاذ خشان :
سبق لي وأن شرحت لك عن الكم والهيئة في المشاركة السابقة رقم 55 فعد إليها وتمعنها جيداً .
وأضيف أيضاً :
لقد استمعت إلى جزء من شريط الفيديو في المشاركة السابقة , ورصدت منه العبارات الآتية لأرد عليها , فلعل ذلك يعطينا إيضاحا أكثر ومفهوما أوسع ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
أ ــ أنت تعتقد بأن أصل التفعيلة إذا تم زحافها , فإنها تتحول إلى هضبة حمراء , أو إلى جبال وأودية وسهول ,. أي أن الزحاف يغير حال التفعيلة من الكم ويجب الإلتزام بالهيئة كما تعتقد :
والجواب : لا يا أخي . لقد وُضع الزحاف لأجل تيسير استعمال المفردات العربية , مثال , قد أراد الشاعر أن يستعمل في بداية البيت الشعري كلمة ( أقلامنا ــ ــ ب ــ ) ثم فكر وأراد تعديل الكلمة إلى ( بقلمي ب ب ب ــ ) وهنا تكيف الشاعر بالكلمات اللغوية الميسره له بما يتناسب مع التفعيلة الأصلية ( مستفعلن ) , لقد حافظ على مكان الوتد فقط , وجاز له زحاف باقي الأسباب ,كما هو معروف لدينا ونطبقه على جميع التفاعيل تقريباً . لأن معالجة الزحاف يعتمد على المنشد بإعادة الكم إلى أصله , أو تعويضه بالزمن المناسب لأصل التفعيلة .
وهنا لا نستطيع القول بأن الهيئة أولى من الكم , لأن الأصل في الشعر هو الإنشاد الذي يعيد أزمنة التفاعيل إلى ما كانت عليه قبل الزحاف , فيبقى الكم ثابتاً ولا ينقص منه شيئاً .
وإلا من منا يعتقد بأن ( مُتعِلن ب ب ب ــ ) متكررة 3 مرات تعادل كماً ووزناً التفعيلة ( مستفعلن ــ ــ ب ــ ) ؟ لا يمكن أن يصدقها أحد , فلولا ثبات الكم عند الإنشاد الشعري , لما أصبح الشعر شعراً . ولولا ثبات المقادير الزمنية لما أصبح الشعر شعراً .
ومن هنا يمكن القول باننا لا نعتمد على الهيئة ونترك الكم , بل يجب أن تلتزم الهيئة بالكم وبشكل إجباري عند الإنشاد الشعري بشكل خاص , لأن الشعر الموزون خلق لأجل الإنشاد عند الضرورة , ولم يُخلق للقراءة الشعرية النثرية والتي بها تكون الهيئة مخالفة لما يتطلبه الإنشاد الشعري .
ب ــ وأما قولك : قااااااالت بمد الألف , هي نفسها ( قالت ) بلا مد , فهذا صحيح , إن كان القائل يتعمد الغناء , فلو مد الألف إلى المساء فلن يتغير وضعها عروضياً , فيبقى السبب هو السبب نفسه بمقداره الزمني المقرر له , وأما في الغناء , فيتغير زمنه , وعند الموسيقيين رمز يسمي (البيضاء) , الذي بها يتضاعف الزمن في المد عند الغناء ) .
ج ــ وتقول: ماذا لو استعملنا في الرمل :
فاعلن مستفعلن مستفعلن ؟
والجواب :
هل أنت أول من قال هذه العبارة يا أستاذ خشان ؟ , أم هي تتفق مع ما جاء في كتابي ( النظرية الحديثة للنبر الشعري ) الصادر عام 1997 برقم إيداع رقم ( 1478/10/1997 صفحة 256 فأقول في هذه الصفحة حرفياً :
(( بحر الرمل : يجوز فيه المعاقبة , وما قلناه عن بحر المديد نقوله في بحر الرمل لتشابه التفعيلات بينهما .
أما التفعيلات البديلة لهذا البحر , فهي كما أقترحه الآن :
فاعلن مستفعلن مستفعلن
ــ ب ــ ــ ــ ب ــ ــ ــ ب ــ
بما أن نون فاعلن ونون مستفعلن ثابتتان فلا ضرورة للمعاقبة وأن التفعيلات المقترحة احتفظت بحق حريتها في الزحاف دون أي تعديل في المقاطع القديمة , وإن (كمال أبو ديب ) قد اقترح مثل هذه التفعيلات , وبشكل مشابه :
فاعلن مستفعلن مستفعلن / فا وأوافقه في اقتراحه .)) انتهى
ـــــــــــــــــ
نعم أخي خشان , إن التفاعيل أعلاه اقترحتها قبل ( 17 ) سنة من الآن , أفيدك بأنها لا تغير من واقع تفاعيل الخليل بن أحمد شيئاً , فالتفاعيل وإن تغير اسمها , لكن لم يتغر فيها مواقع النبر , ولا يتغير فيها الكم المقطعي ولا الكم الزمني ,ولا يتغير فيها أماكن الأوتاد , فيجوز أن تسمي تفاعيل بحر الرمل كما تشاء بشرط أن تحافظ على ترتيب أماكن الأوتاد .
ويجب على الهيئة أن تسير مع هيئة التفاعيل بكمياتها الزمنة والمقطعة لأجل الحفاظ على رتابة الشعر ونبره لصالح الإنشاد الشعري الموسيقي .
شكراً على سعة صدرك , ولك التحية أخي الأستاذ خشان