تفسـير القـرآن : [ آيـاتٌ مُحكمات ] و [آيـاتٌ مُتشـابهات ]يوجـد في القـرآن الكريم [ آيـاتٌ مُحكمات ] و [ آيـاتٌ مُتشـابهات ] ، قال تعالى ( هـو الـذي أنزل علـيْكَ الكتـاب منـه آيـاتٌ مُحكمات هُـنّ أُمّ الكتـاب و أُخَـرُ مُتشـابهات فأمّا الـذين في قُلوبهمْ زَيْـغٌ فيَتّـبعون مـا تشـابه منْهُ ابتغـاء الفتنـة ) سورة آل عمـران آية 7
فيجِبُ أنْ تُردّ الآيـة [ المُتشـابهة ] إلى الآية [ المُحكمـة ] ، كيْ لا يقول أصحاب الفتنة : إنّ بعض آيات القرآن [ يُناقض ] بعضها بعضـاً ، حاشى للـه منْ ذلك ، و مـن الأمثلـة :
الآية الأولى ( فيومـئِذٍ لا يُسـألُ عَنْ ذنْبـه إنْـسٌ و لا جـانّ ) سورة الرحمن آية 39
الآية الثانية ( فـوربّك لنسـألنّهُمْ أجـمعين ) سورة الحجر آية 92
إنّ الآيـة الأولى تتحـدّثُ عنْ [ بـداية ] يوم الحسـاب ، حيثُ يتمّ عزْل [ المجرمين ] دون الحاجة لسـؤالهمْ ، فهُم يُعرفون منْ لون وجوههم الأسـود ، لذلك تُتابع الآيات في سورة الرحمن ( يُعْرفُ المُجرمُون بسـيماهُم ) الرحمن 40 ، أمّـا الآية الثانية فتتحدّثُ عن [ آخـر ] يوم الحساب حيْث سـيُسـألُ جميع الناس عن أعمالهم ، فلاَ تعارُض إذاً بين الآيتيْن ,
الآية الأولى ( أنّ اللـه يغْفـر الذنـوب جميـعاً ) سورة الزمر آية 53
الآية الثانية ( إنّ اللـه لا يغْفـرُ أنْ يُشْـركَ بـه ) سورة النساء آية 116
و السـببُ أنّ [ الشـِرْكَ ] ليْس [ ذنْبـاً ] و لكنَه [ ظُلْمٌ عظيمٌ ] ، قال تعالى ( إنّ الشـرْك لـظُلْمٌ عظيم ) سورة لقمان آية 13 ، و لـو كانَ ذنْبـاً عادِيّا لكان غُفِر ، فلا تعارُض بين الآيتين الكريمتين كمـا يَزْعُم المُشـكّكون ,
الآية الأولى ( و أقْبل بعْضهُم على بعْضٍ يتسـاءلون ) سورة الطور آية 25
الآية الثانية ( فلاَ أنسـابَ بينهُم يومـئـذٍ و لا يتسـاءلون ) سورة المؤمنون آية 101
إنّ الآية الأولى تتحدّثُ عنْ أهـل الجنّـة و بعـد انتهـاء الحسـاب ، فُهُم يتسـاءلون فيما بينهم ، أمّـا الآية الثانية فتتحدّثُ عن الناس و هُم في الحسـاب ، فمن شـدّة الهول لا يتسـاءلون ، لذلك كانت بداية الآية الثانية ( فإذا نُفِخَ في الصور فلا أنسـاب بينهم و لا يتساءلون )
الآية الأولى ( اتّقـوا اللـه حـقّ تُقـاته ) سورة آل عمران آية 102
الآية الثانية ( فاتّقُـوا اللـه مـا اسـتطعْتُم ) سورة التغابن آية 16
إنّ الآية الأولى تُوضحُ أنّه يستحيلُ على العبـاد بقُدراتهم الضعيفة أنْ يتّقوا العلّي العظيم حقّ تُقاته ، فجاءت الآية الثانية لإيضاح [ طريقة الاتّقاء ] و هيَ اتّقاء الله بالله ، أيْ اتّقوا [ الله الشديد العقاب ] ب [ الله الغفور الرحيم ] ,
[ كـلّ هـذا و اللـه أعـلم ]
منصور كيالي