ذات يوم رأيت يونس بائع البقدونس يخرج من دائرة الأدب والثقافة فسألته بكل براءة عما كان يفعل داخل مبنى الدائرة فأجابني بعصبية :
- الأوغاد كثير عليهم بيع الفجل في سوق الحرامية !!!
استفسرت عن سبب غضبه فقال وهو يشتم ويسب ويشير إلى نص أدبي بين يديه :
- هل رأيت أغبى وأوقح من هذا ؟ !!
فقلت له :
- وما الغبي والوقح في النص يا يونس ؟
- بما أني بائع بقدونس وخضراوات طلبت منهم أن أكون حكماً ومدققاً لكل أنواع الخضراوت والحشائش من بقدونس وفجل وجرجير ونعناع وبصل يا سيدي حتى بالبطاطا أنا أفهم ولكن أن يقدموا لي نصاً أدبياً معقداً لا يستوعبه عقلي الصغير فهذا ظلم ورب البيت ، فهل رأيت أغبى وأوقح من هذا ؟ !!
- صدقت يا يونس ، ليس هناك أغبى وأوقح من ذلك !!!