من الحوادث التى تميزت بها الحياة في إسبانيا المسلمة، إذ ظل أبناء أديان التوحيد التاريخية الثلاثة، يعيشون في سلام ، و وئام نسبيين على مدى الأعوام الستمائة التالية، فكان اليهود - الذين كانوا يتعرضون للملاحقة والقتل في سائر أنحاء أوربا - يتمتعون بنهضة ثقافية حافلة خاصة بهم . ولكن قصة شهداء قرطبة تكشف عن موقف سرعان ما تفشى في الغرب ، ففي ذلك الوقت كان الإسلام قوة عالمية كبرى، وكانت أوربا التى اكتسحتها القبائل الهمجية، قد أصبحت بركة ثقافية آسنة .وعلى مر الأيام بدا أن العالم كله قد أصبح إسلاميا مثلما يبدو لنا اليوم وقد اكتسى الطابع الغربي، وظل الإسلام يمثل تحديا لا يتوقف للغرب حتى القرن الثامن عشر، أما الآن فيبدو أن حربا باردة ضد الإسلام توشك أن تحل محل الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي.