(....وأرى , ولا ألزمكم برؤيتي فأقول : علينا أن نتكلم بما يصلح ديننا , ونكتب للجيل كل ما يبهج صدورنا بإيماننا , وليس بما يشكك بديننا , فنحن نعترف بأن الله واحد صمد , وأن محمداً رسول الله , ونؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره , ولا نريد منكم أيها المختصون سوى إيجابيات ما أتي به ديننا ليزداد إيماننا بالله , ونررد ما قاله رسولنا الكريم ( قل خيراً أو اصمت ) وهذا أفضل من الجدال الذي لا نحصد منه شيئاً سوى التفرقة والبعد والشك لينتهي بنا إلى الضلال ’ لا سمح الله ... , أشكركما وبارك الله بكما وجعلكما من الصالحين إن شاء الله )

أحسنت أخي الحبيب ( غالب ) في فهمك المتوقّد لما وراء الكلمات وثنايا السطور ، وفي هذا السياق فإني قد تتبعت مقالات أخي الدّكتور ( محمد حبش ) فمع احترامي له وتقديري رأيت منهجه في طرح بعض الموضوعات - دون الخوض في مقصده - أنه عن بعض السلبيّات قد نبش ؛ وأنه يبترها عن سياقاتها ، فيذرها عرجاء شوهاء باهتاً مضمونها تسوء القارئين ، الأمر الذي قد يورث بعض قرّائها من غير أهل الاختصاص غبشاً في التصور ، وضبابيّة في الرؤية ؛
فجاءت بعض مقالاته - من وجهة نظري - كقنبلة دخانيّة تزجي إلى وعي القارئ غمامّات عقليّة ،فخشيت أن تحجب بصره عن الخير الوفير الكامن المخبوء في ثنايا تاريخنا وتراثه ، فرأيت من واجبي الشرعيّ إنصافاً لتاريخنا وتراث شرعتنا النيّر أن أزيح هذه الضبابات العقليّة ، بأن أردّ إلأمور إلى سياقاتها لتكتمل الصورة وتتضح ، بل ونتعلّم منها الإنصاف في مسائل الخلاف ، كما هي حال أسلافنا - رضوان الله عليهم أجمعين - وأنّ تاريخنا الإسلاميّ المشرق مضمّخة صفحاته بالحقّ والخير ، وموشّحة بوشاح العز ، لمن أراد أن يذّكّر أو أراد أن يكون بتاريخ إسلامنا فخورا ، بل ومن شأن من اغترف منها غرفات من حقّ أن تجعل لها في دين الله تعالى قدم صدق .... ووصيّتي لأخي الفاضل الدكتور محمد حبش أن لا يجرمنّه الجمودُ الفكريّ لدى فئام من الناس أن يسحب جمودهم هذا ويعمّمه ، وأن لا يلقي لهم بالاً كثيراً ، لئلا يُشغله ذلك عن التصدّر للقيام بمسؤوليّاته في خدمة الأجيال الناشئة ، وتبصرتهم بمعاقد العز في شرعتهم ، هذا من جهة ، ولكيلا تزلّ بنا قدم بعد ثبوتها ، ولا تحيف في أيدينا أقلام علم بعد رسوخها ....هذا مقصدي وعليكما السلام ( أخواي أستاذ غالب ودكتورنا محمّد حبش مع التقدير لكما والاحترام ) وأعدك أخي الحبيب غالب الغول أن امتثل نصيحتك الغالية وأن لا أندّ عنها أو أحيد ...