دعوة للحقيقة.....
لا شك أن خالد بن الوليد من فرسان الإسلام الرائعين، ولا شك انه كان محل ثقة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وله مكانة كبيرة في نفس كل سوري لدوره الكريم في نحرير بلاد الشام من الروم ومنحها حرية الاعتقاد بعد ان كان الروم يفرضون مبدأ الناس على دين ملوكهم....
وعلى الرغم مما اشتهر به خالد من إقدام وبسالة ولكن غالب الصجابة رفضوا موقفه في قتل مالك بن نويرة الذي حصل خلال حروب الردة.. ورأوا ذلك تعجلاً وتهوراً.... وكان عمر بن الخطاب يقول إن في سيف خالد لرهقاً......
ان قصة قتل خالد بن الوليد لمالك بن نويرة كانت خطأ فظيعا ، وقد اعترض عمر بن الخطاب بشدة وطالب بمجاسبة خالد وعزله..... ولكن ابا بكر أعذر خالداً في تصرفه وقبل منه معاذيره ....
وحين ولي عمر بن الخطاب الخلافة عزل خالدا فوراً من كل أعماله بسبب ما تهور به من قتل مالك بن نويرة...
والقصة مشهورة في كل كتب السير ولا يوجد ذكر لحروب الردة إلا وفيه خبر قتل خالد لمالك بن نويرة.....
........
وأعتقد أن القصة تم تضخيمها ورواية المزيد من التشويه فيها ، ومن ذلك رغبة خالد في نكاح امرأة مالك وأنه نكحها في الليلة ذاتها وكذلك أن خالد بن الوليد قطع رأس مالك بن نويرة وطبخها في قدر وأكل منها، وهو عمل وحشي لا يصدر من سيف الله المسلول رضي الله عنه ويجب إنكاره...
ولكن للاسف فإن قيام خالد بطبخ راس مالك بن نويرة لارهاب المرتدين مروي ايضا في الكتب التالية: البداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الاسلام للذهبي والروض الانف للسهيلي والسيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي وسمط النجوم العوالي لعبد الملك العصامي المكي ومرآة الجنان لليافعي....
مؤسف ان يروي هؤلاء الأعلام خبراً بهذه القسوة ويبررون ذلك بأنه مفيد لارهاب المرتدين....
أما أنا فلا يمكنني قبول ذلك أبداً وأعتبره بكل تأكيد من مبالغات الرواة وتهورهم...
وأعتبر الفقهاء مسؤولين عن تضخيم الخطأ حين أوردوه في كتبهم بدون تمحيص.