بسم الله الرحمن الرحيم
مجزوء المنسرح ومشطوره ومنهوكه

مجزوء المنسرح:
الوزن:
مستفعلن مفعولاتُ ... مستفعلن مفعولاتُ
/*/*//* /*/*/*/ .... /*/*//* /*/*/*/
2 2 3 2 2 2 1 .... 2 2 3 2 2 2 1
لم يرد شعر على مجزوء المنسرح حسب عروض الخليل، ويعتبر النظم عليه صعباً لأن متوالية تفعيلة (مفعولاتُ /*/*/*/= 2 2 2 1) ذات وتد مفروق (لا يصح مزاحفة سببها الأخير) وستصبح هذه التفعيلة عروضاً و ضرباً في مجزوء المنسرح.
ولاجتناب كثرة توالي الأسباب في صدر البيت يجوز للشاعر أن يتداخل عليها بزحاف السبب الأول (الخبن) ، فتؤول /*/* = 2 2 إلى //* = 3 . ولا يصح الطي هنا (زحاف السبب الثاني ) لأنه يجعل وزن الشطر مشابهاً لوزن البحر المجتث . والزحاف غير ملزم إلا إذا التزمه الشاعر توخياً لجمال الوزن ،كما يمكنه القيام بعمليات أخرى على الوتد المفروق مثل الكشف (حذف المتحرك الأخير) أو الوقف (تسكين المتحرك الأخير) خاصة في الضرب وهذه علل ملزمة للشاعر إذا استعملها.
ملاحظة :
1- في العروض الرقمي الحالي لايعترف بالوتد المفروق ويحل محله الوتد المجموع المتشكل بين الحركة الأخيرة من التفعيلة والسبب الذي يليها من التفعيلة التالية، وبناء على ذلك لا يجوز مزاحفة السبب الأول من تفعيلة مستفعلن في بداية الشطر الثاني (العجز) فلا تصح بوزن متفعلن //*//* 3 3 .
2- في الضرب يمكن للشاعر إشباع حركته الأخيرة للوقوف على ساكن.
وبناء على هذه المقدمة العروضية المبسطة يمكن ضبط بعض النماذج لأشكال مجزوء المنسرح ، وللشاعر أن يبدع فيه ضمن هذه المبادئ :

1- مستفعلن فعولاتُ ..... مستفعلن فعولاتُن
/*/*//* //*/*/ ... /*/*//* //*/*/
= 2 2 3 3 2 1...2 2 3 3 2 2
مثال
نور الجلال والمجدِ .. في الكونِ عرْشُه عالٍ
سرُّ الوجود بالحقِّ... جبارُ واحدٌ غالٍ
والحقُّ أنَّه كانَ... والخلق من بعده تالٍ
للناس كالمصابيح ... نورٌ ينـبّه السالي
فاجعله في الجوى منكَ .. خير المآل والحالِ

2- مستفعلن فعولاتُ ... مستفعلن فعولاتْ
/*/*//* //*/*/ ... /*/*//* //*/**
= 2 2 3 3 2 3 2 3 3 2 ه
محمد شفيع البَـرايا لربه آلْ
يوم الحساب لا ينفع ظالماً هوى المالْ
فابعد عن الدنايا وعن شَرِّ قولِ من قالْ

3- مستفعلن فعولن .... مستفعلن فعولاتْ
/*/*//* //*/*... /*/*//* //*/**
= 2 2 3 3 2 ... 2 2 3 3 2 ه
إنَّ الرسول عدنان ... أتى حِراءَ ظمآن
حتى أتاه نور ... والنور فيه حيران
جبريل قال "إقرأ" ... فالقلب منك نبهان

4- مستفعلن فعولن ... مستفعلن فعولن
/*/*//* //*/*... /*/*//* //*/*
= 2 2 3 3 2 ... 2 2 3 3 2
أتى الهدى منيراً ... بغيثه مطيراً
في أفقه ضياء ... يأتيكمُ مجيرا

مشطور المنسرح
وهو اعتماد شطر تام من المنسرح على أن تكون عروضه هي ضربه أيضاً . وقد ندر النظم عليه ، ولذلك جعله كثير من العروضيين شاذاً.
مثال :
بـحر فسيح في عمقه الخطر
وغيثه يهمي وَجُوده المطر
كَشَّاف خافٍ بسيفه النظر

مَنْهوك المنسرح
هو بحر المنسرح بعد اقتطاع ثلثيه فيبقى منه تفعيلتان فقط (مُستَفعِلُن مفعولاتُ) يتألف منهما البيت كله . وتصبح التفعيلة الأخيرة هي الضرب والعَروض معاً. وبمزاحفة السبب الأول من سلسلة الأسباب الأخيرة يؤول وزن المنهوك :
مستفعلن فعولاتُ = مستفعلن مفاعيلُ /*/*//* //*/*/
= 2 2 3 3 2 1
وبما أن العرب لا تقف على متحرك فيمكن إشباع الحركة ( إضافة سكون لآخر الشطر) . كما يجوز حذف الحركة الأخيرة (= الكشف) أو إسكانها (الوقف) ، ولا يجوز الطي هنا لأن الوزن سيؤول إلى المجتث.
وإليك نماذج لمنهوك المنسرح :
1
- مستفعلن فعولاتُن (= مفاعيلن - إشباع)
/*/*//* //*/*/* = 2 2 3 3 2 2
روح الكتاب قنديلُ
رأس علاه إكليلُ
والعلم فيه تحليلُ
وفي مداه تفصيل
حكامةٌ وتأويل
--------
جاء الهدى بنا يسعى
شافى العقول والصرعى
أحيا الأصول والفرعا
غاث الربى سقى الزرعا
مشَيِّداً لنا المسعى
ممزقاً جوى الأفعى
2- مستفعلن مَفعولاتْ (=مفعولان ،موقوفة مردوفة) .
/*/*//*/*/*/** = 2 2 3 2 2 2 ه
لا تقترب من ذي العارْ
أصحابه منْ فُجـَّارْ
------
وصف جميل قد كان
نور الحواري نوران
في جنة أو بستان

3- مستفعلن مَفعولا (مفعولن ، مكشوفة)
/*/*//* /*/*/* = 2 2 3 2 2 2
يا من بدا منهوكاً
كن واصلاً أهلوكا

-----
بنيتي أمّورة
سجلها أسطورة
بسترها مأمورة
في مشيها مستورة

جوازات التفعلية الأخيرة الخبن فقط ، فيمكن أن تصبح
1- تصبح مفْعولان /*/*/** : بالخبن مَعُولان //*/** (=فَعولان)
ويصبح الوزن : مستفعلن فعولان
2- وتصبح مفْعولن /*/*/* : بالخبن مَعُولن //*/* (فعولن)
ويصبح الوزن : مستفعلن فعولن

جوازات مستفعلن (الحشو)، كما في التام :
فقد تؤول بالخبن إلى مُتَفْعِلُنْ //*//*، وبالطي مستعلن /*///*