أنفاسُ فجرِ الوفاء




كقطرِ الرهام سالت أنفاسهُ

مغتسلا لكياني

يشعرني سعادة ذكراك

يدثرني بشِرب رضاكْ ..

فجري اليوم كفجر مريد فاجأه الوصولْ

بادأه بقِطف فوزٍ

راكمهُ من كل الفصولْ

ساعفهُ .. يختزل لرجواه المقدسةِ مسافاتِ المسيرْ

واطأ لأجله حُسنى الملَكوتْ

وكفاه لمَّةَ العثراتِ وكبوة الحسيرْ

لفجري اليوم في عينيك امتدادْ

يغار منه الليلْ

تتخطفه مشاهد الحكاياتِ ومجالسُ السُّهادْ

تعليه عيناك عرش السُّهى

يلقن كل العاشقين فن الودادْ

فجري اليوم يستبد بمأوى العيدْ

يضم عينيَّ إلى عينيك ضم الوليدْ

يلابسني .. يكانفني .. يمتعني

يغني لسعدي أغنيات عشقٍ تليدْ

وبريق حبي في عينيك يعانقهُ

يستحث لقافيتي ضياءَ القصيدْ

يسترد لموعدنا قمر الأمسِ

يستأنف للقائنا سَمَرَ النشيدْ

أترين نور مولدنا ؟

يخط امتداد مشرقنا

يمسح عن وجنتيك الشحوبْ

يحف بالصفاءِ مسرحنا

يكف عنا الخطوبَ ورجْف الغروبْ ..

سألي فجري بمطالع شعري

وألقي لليل قيود أسري

ثم أعدو خلال حقول عينيكْ

ليغمرني فجر الوفاءْ

وأُطعم من كفيكِ صفوَ الرِّواءْ