مصعب نسيم / العاشقان
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل شيء له بداية ونهاية ‘إلا محبة الله ورسوله , ويبدأ الحب بين الناس بالوفاق , وينتهي بالندم والفراق .

أحَبها , وتعلق بأنوثتها وسامرها , ولم يغب يوماً إلا وهو معها عبر دردشة الفيسبوك .
هي موظفة في الاتصالات .... وهو من كبار رجال الأعمال .
هي في ريعان شبابها وهو حاصل على دكتوراة في علم النفس.
وتستمر حياة عاشقين يوماً بعد يوم دون التفكير ولو لحظة بالتوقف والتفكر والتفطن إلى ما وراء الستار من رقيب عتيد , ومن عيون لا تنام , ومن يد قوية إن بطشت فلم يبق على البسيطة إنس ولا جن .

اسمه بشهــــــــادة الميلاد هلال .
واسمها ببطاقة التعريف وديعة .
وحصل بينهما هذا الحوار .

هلال : أحبك
وديعة : وأنا أحبك أيضاً
هلال : إلى أين سيتجه قاربنا في العشق والغرام يا وديعة؟
وديعة : إلى شاطئ (مرمريتا) في تركيا , حيث الهدوء الرومانسي , والجو الساحر , والطيور الهادئة , وراحة النفس . وأنا بين ذراعيك أتنفس الحرية والدلال والمتعة .
هلال : هل هذا الشاطئ يخلو من الناس , أو من العيون التي ترانا يا وديعة ؟
وديعة : الشاطي كله غرام وعشق , وسوف ترى أن الناس قد ذابوا عشقاً وشوقاً , فلا تخش من لومة لائم , أو من النظرات , الكل غارق في الملذات حتى النخاع , ونحن مثلهم , لا أحد يرانا ونحن في قاربنا نموج بين الأمواج بلحظات ليس لها مثيل , وهي فرصة العمر يا هلال .
هلال : قد يكون هؤلاء الناس بلا هوية دينية يا وديعة , ولكننا مسلمون , ولنا رب يرى ويسمع ويحاسب ويعاقب , فماذا نعمل وعين الله ترانا ؟
وديعة : وأين مغفرة الله عنا يا هلال ؟ سيغفر لنا الله ما تقدم من ذنبنا وما تأخر .
هلال : وماذا قدمنا لله من خير ونحن نلــــهـــــو ونلعب وقد نسينا أوامر الله في أعمال الخير , ونسلك الآن طريق الشهوات , وهل يغفر الله ذنباً دون أن نغير ما بأنفسنا ؟

وديعة : وما هو التغيير الذي تطلبه يا هلال ؟ ألسنا بشر , نحب ونكره , ونعصي ونتوب , والله غفور رحيم ؟
هلال : ولماذا تذكرين آيات الرحمة ولا تذكرين آيات الحساب والعقاب ؟
هل الحب والغرام واللـــهـــــو والعبث بأعراضنا هو من عمل الخير؟ , أم هو من عمل الشر ومن عمل الشيطان؟ ألا من لحظة واحدة نعود بها إلى الله , ونتوب ليغفر لنا ذنوبنا ؟
وديعة : تسخر هههههه . التوبة الآن وأنا بين يديك يا دكتور ؟
هلال : نعم : التوبة الآن يا وديعة , أنا أخشى على نفسي ونفسك من غضب الله , فإن حبنا لله يمهد لنا طريق الخير إلى الجنة .
وديعة : وهل تعتقد أن اللـــــهــــــو في الحب حرام ؟
لطم هادي على وجهه ندماً وعيونه غارقة بدمعه , مهرولاً نحو المسجد القريب منه , يقول لها:
ألم يقل الله في كتابة الكريم :
((والذين هم عن اللـــهــــو معرضون ..................))