امتاز القرن التاسع عشر في اوربة والولايات المتحدة بالتمييز ضد المرأة بشكل عام.
واقتصر دور المرأة في المجتمع على القيام بدور الزوجة والام. ولكن مع مرور
الوقت بدأ هذا الوضع يتغير ففتحت امامها فرص التعلم والعمل. وبذلك اكتسبت
نوعا من الحرية الاقتصادية والاستقلال ولم تعد بحاجة الى مساندة الرجل.
وتقدم لنا هذه القصة نموذجا للمرأة المستقلة من وجهة نظر الكاتبة كيت شوبان (1850-1904).

في القصة تقيم مامزيل اوريلي وحدها في المزرعة التي تملكها وتديرها.
وتوظف فيها عددا من الزنوج الذين يساعدونها. لم تتزوج. ولم يكن لها اطفال.

ولكن في خلال اسبوعين احدث الاطفال تغيرا في نظرتها الى نفسها والى العالم من حولها.
ظهرت في حياتها تفاصيل جديدة صغيرة وشعرت بمتعة في تعلم بعض من مهارات
الامومة فاحضرت علبة الخياطة من الرف العلوي في الخزانة. واخرجت
المآزر البيضاء التي لم تكن استعملتها من سنين مضت. واعتادت على القبلات
المبللة باللعاب وعلى الزفرات الساخنة التي تهب على خدها من طفلة تنام الى جانبها.
وفي فترة قصيرة اعتادت على نمط جديد من الحياة. وراقت لها الحياة الجديدة.

وبعد ذهاب الاطفال جلست تتأمل حياتها فوجدت ان الفرصة قد فاتت.
وستظل وحيدة بقية عمرها. هنا بكت بكاء مرا بعد فوات الاوان
ندما على قرار اتخذته في مطلع عمرها بعدم الزواج والانجاب.