ننتظر من الإخوة الشعراء التعليق على المعلومات أعلاه لإثراء الموضوع , وشكراً
أشكرك على السؤالين التعليميين وأجيب حسب معرفتي بما يلي:
السؤال الأول يتعلق بالتشعيث والقطع وهما علتان تتم على الوتد //* = 3 فتحوله إلى سبب /* = 2 ، والفرق بين العمليتين أن التشعيث يقوم بإجراء واحد وهو حذف المتحرك الأول من الوتد أما في القطع فتحتاج العملية إلى إجرائين للحصول على نفس النتيجة وهي حذف الساكن الأخير من الوتد فيتحول إلى حركتين // ، ثم تسكين المتحرك الثاني فيتحول إلى سبب /* .
وبما أن التشعيث يعتمد على إجراء واحد بسيط فهو عملية غير ملزمة للشاعر باتباعها في جميع ضروب القصيدة.
وبما أن القطع عملية معقدة فيجب أن تكون ملزمة للشاعر في جميع ضروب القصيدة .
وقرار العروضيين على العملية الحاصلة في الضرب هي عملية استقرائية لما هو متوفر من شواهد شعرية تبين سليقة الشعراء في النظم ، فقد وجدوا أن ضروب الأشعار بوزن فاعلاتن /*//*/* (في الأصل) ، ثم جاءت تطبيقاً على فالاتن /*/*/*، في الخفيف والمجتث غير ملتزمة فقالوا بأن الشعراء قاموا هنا بعملية التشعيث، ولما وجدوا أن الأشعار التي تنتهي بوزن مستفعلن /*/*//* (في الأصل) وفي التطبيق جاء الضرب بوزن مستفعلْ /*/*/* كانت ملتزمة ( في جميع القصيدة). قالوا بأن الشاعر هنا قام بعملية القطع.
فالمسالة لا تتعلق بنتيجة الوزن الناتج بل بالالتزام وعدم الالتزام ولذلك فرقوا بين تسمية العمليتين ولو جمعت باسم واحد لما عرف الدارسون متى يلتزم الشاعر ومتى لا يلتزم بالوزن الناتج.
وللرقميين تفسير مختلف، فهم لايستعملون هذه المصطلحات كلها ، ويعتبرون أن المسألة تتعلق بالتخاب بعد الأوثق . فالتخاب جائز في وزن 2 3 2 في الخفيف والمجتث لأنها قابلة للتحول إلى 1 3 2 وإن 1 3 = ( 2) 2 والتكافؤ الخببي (2) 2 = 2 2 وأما الوزن 2 2 3 فلا يقبل التخاب .
جواب السؤال الثاني : لا يوجد تشعيث في ضرب الرمل لأن العروضيين لم يجدوا أشعاراً عند العرب من بحر الرمل وفيها تشعيث، ويفسر ذلك الرقميون لطبيعة تتالي الأسباب والأوتاد في هذا البحر فلا يقبل هذا البحر ضرب 2 2 2 لاحتمال تتالي أكثر من ثلاثة أسباب في ضربه مع التفعيلة السابقة له 2 3 2 التي تقبل التحول إلى 1 3 2 = (2) 2 2 ثم سيليها الضرب 2 2 2 وهذا لا تقبله الذائقة الشعرية لأن الوزن سينقلب إلى وزن الخبب في الشطر كله.
وأما قولك (وأنت أجزت لنفسك القطع في المتدارك) فأنا لم أجز لنفسي ، بل أجاز القطع في ضرب المتدارك جميع العروضيين التقليديين والرقميين وأنا التزمت بوزن فعْلن /*/* 2 2 في ضرب القصائد التي قمت بها بعملية القطع. وإذا نظم شعراء آخرون على المتدارك بضرب فعْلن دون التزامها في الضرب ووجدوا استساغة لشعرهم وقبلها المتلقون لقلنا بأنهم قاموا بالتشعيث أو التخاب بعد الأوثق ، ويبقى السؤال هل تقبل الذائقة الشعرية ذلك كما تقبلت الالتزام به ؟
هذا ما سيقرره الشعراء بأنفسهم نتيجة التطبيق وما سينتجونه من أشعار ومدى قبول ذائقة المتلقي لها.
أرجو أن تكون الإجابة واضحة.