مقال جميل ونافع احببت أن أشارككم بهبعنوان " الأدب الغائب "كنت ومازلت أردد:
أننا نفتقد في مشهدنا الفكري والاجتماعي ثلاثة أنواع من (الأدب):
1 ـ أدب الخلاف
2 ـ أدب النصيحة
3 ـ أدب الحوار
والخلاف في الرأي نتيجة طبيعية تبعاً لاختلاف الأفهام وتباين العقول وتمايز مستويات التفكير.
الأمر غير الطبيعي أن يكون خلافنا في الرأي بوابةً للخصومات ومفتاحاً للعداوات وشرارةً توقد نارَ القطيعة.
والعقلاء مازالوا يختلفون ويتحاورون في حدود (العقل) دون أن يصل آثار خلافهم لحمى (القلب).
فهُم يدركون تمام الإدارك أن الناس مذ كان الناس لابد أن يختلفوا ويؤمنون بيقين كامل أنه ﴿َلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾.
ألا نستطيع أن نكون (إخواناً متحابين) حتى لو لم نتفق كما يقول الجهبذ العاقل الإمام الشافعي ؟
إن اختلافي معك ياأخي لايعني أنني أكرهك أو أحتقر عقلك أو أزدري رأيك
*أحبك يا أخي *
نعم والله إني أحبك.
ولو بقينا الدهر كله (مختلفين) في الرأي.
واختلافي معك لايبيح (عرضي) ولا يحل (غيبتي) ولايجيز (قطيعتي) .
إني لأرجو أن تكون عاقلا أريباً.
وأربأ بك أن تكون أحمقاً متعصباً أو متطرفاً محترقاً ...
فالناس عند الخلاف ثلاثة أصناف :
1 ـ إن لم تكن معي فلايعني أنك ضدي (وهذا منطق العقلاء).
2 ـ إن لم تكن معي فأنت ضدي
(وهذا منهج الحمقى).
3 ـ إن لم تكن معي فأنت ضد الله !!!
(وهذا سبيل المتطرفين).
ـ الآراء يا أخي للعرض لا (للفرض)
والآراء ياصديقي للإعلام لا (للإلزام)
والآراء ياحبيبي للتكامل لا (للتلاكم).
وحتى آراء العلماء في المسائل الاجتهادية لابد أن ندرك أنها رأيٌ في (الدين) وليست رأي(الدين).
إن عدم احترام رأي المخالف وإهدار (إخوته) وقطع أواصر (محبته) لهو استبدادٌ خطيرٌ يحتاج إلى (ربيع عربي فكري) ...
فالاستبدادُ الفكري أخطر في نتائجه من الاستبدادِ السياسي.
* ختاما *ً
عندما نحسن كيف نختلف ..سنحسن كيف نتطور .
فإنَّ بعضنا يتقن (أدب الخلاف)
والبعض الآخر يهوى (خلاف الأدب)